بعدما حرر الإسلاميون أفغانستان من الإحتلال الروسي تقاتلوا فيما بينهم وذهب ضحية حروبهم مئات الآلاف من القتلى ولم يبق بيت من دون فاجعة ومن دون فجوات في جدرانه من صواريخهم . وهكذا تقاتلوا في الصومال بعدما حرروا بلادهم من الإحتلال الأميركي وصنعوا مجاعات بين الناس تُدمي القلب ، وصنعوا في الجزائر مجازر بحق الناس الأبرياء تقشعر منها الأبدان .
وهكذا صنعوا في الشيشان وفي العراق وفي سوريا و ليبيا وكلهم يحملون نفس الشعار ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ؛ وهم الفاسقون ؛ وهم الظالمون ) . . . ( ولا حكم إلا لله ) . . . ( ونريد حكم شرع الله ) . . . ( والإسلام هو الحل ) ( ولا عزة للمسلمين إلا باستعادة دولة الخلافة ) .
إقرأ أيضا : الصراع السني - الشيعي هو سياسي بإمتياز
وكل مسلم ملتزم بواجبات القرآن ومحرماته يدعو إلى الدولة الديمقراطية المدنية العصرية الحديثة دولة المواطنة والقانون ومبادئ حقوق الإنسان فهو كافر مرتد يجب قتله ولو غدراً وغِيلة ولو بعبوة ناسفة تودي إلى قتل أبرياء معه.
ويجاهرون بذلك في العواصم الغربية التي يعيشون فيها كلاجئين سياسيين ويريدون غزو العالم كله لكن بعنوان الفتوحات ليخرجوا الناس من ظلمات الكفر إلى نور ( إسلامهم ) الذي به شوهوا إسلام محمد (ص) تشويهاً عجز عنه أعتى أعداء الإسلام .
إقرأ أيضا : مراهقة السياسة وعذابات الطفولة
نحن المسلمون نعيش مرحلة كوارثية تذكرنا بالتاريخ الأسود المشؤوم الذي مر به المسلمون زمن الأمويين والعباسيين والعثمانيين الذين صنعوا المجازر في حروبهم الداخلية والخارجية التي يندى لها جبين الإنسانية ؛ ويأتيك متفلسف من هنا ومتفلسف من هناك ويقول لك ولماذا الخوف من حكم الإسلاميين ؟!