كشفت مصادر أمنية وعسكرية لـ "الجمهورية" من رصد الإستخبارات عشرات المجموعات الإرهابية التي تحاول أن تتحرّك في المخيمات لتجرّ السوريين الى مواجهة مع الجيش اللبناني وتستعملهم دروعاً بشرية لأنشطتها الإرهابية.
وتكشف المعلومات، ونتيجة التعاون والتنسيق مع أجهزة إستخبارات عالمية، عن وضع عدد من المجموعات الإرهابية التي تتقهقر في العراق وسوريا دراسةً حول إمكان إستخدام مخيّمات النزوح في لبنان أرضيّةً لإستكمال أعمالها، خصوصاً أنّ حالات الفرار سُجِّلت لعدد من الارهابيين من دون معرفة وجهتهم. وقد وصلت هذه التقارير الى المسؤولين الكبار في الدولة، حيث أُعطي الضوءُ الأخضر للجيش وبقية الأجهزة لضرب الإرهابيين أينما وُجدوا، ولمنع إنتقال خطرهم الى اللبنانيبن والسوريين على حدٍّ سواء.
أضافت الصحيفة: منذ عام 1948، تاريخ النكبة وتشريع أبواب لبنان أمام النازحين الفلسطينيين، وصولاً الى منتصف الستينيات، لم يقم الفلسطيني بأيّ عمل يُذكر يخلّ بالأمن اللبناني، لكن عندما بدأ كفاحُه المسلّح تحوّل لبنان وطناً بديلاً. وحالياً، السيناريو نفسُه يمكن أن يتكرّر إذا لم تجد الدولة اللبنانية حلّاً لأزمة النزوح، فمَن يضمن ألا يستخدم هؤلاء النازحون الأراضي اللبنانية منطلقاً لعملهم مثلما إستعمل الفلسطينيون أرضَ لبنان منطلقاً للعمل الفدائي ضدّ إسرائيل قبل أن يوجّهوا بندقيّتهم الى الداخل؟ عندها ماذا يمنع النظام من أن يتدخّل عسكرياً بهدف ضرب المجموعات التي تهاجمه إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية؟
قد لا يصل الأمر الى هذا الحدّ من المواجهة العسكرية بسبب الغطاء الدولي الموضوع على لبنان، وضعف النظام السوري، لكن يجب وضع كل السيناريوهات.
ويبقى الخوف من مخطّط توطين النازحين أو استخدامهم لاحقاً في النزاعات اللبنانية، خصوصاً أنّ ثمّة تقارير تكشف عن وجود ماكينات إقتصادية وإجتماعية وإعلامية تتلطّى ببعض الجمعيات بغية تحقيق أهداف مشبوهة والانقضاض على الدولة اللبنانية، وهذه الماكينات لها تمويلها الخاص وتستخدِم النازحين من أجل الكسب المادي، ومن أجل ضرب البنية اللبنانية، وتعمل بنحوٍ منظّم عند وقوع أيّ حادث، ما يشكل خطراً يجب على الدولة التصدّي له والاستفاقة من غيبوبتها.