يعتبر البطيخ من أهم الفواكه الصيفية، ولكنَّ معلومات انتشرت وأقلقت الرأي العام اللبناني، مفادها حقن فاكهة البطيخ بمواد كيميائية مجهولة ليصبح مذاقه بنسبة كبيرة ومطعمة بالسكر. فهل ما تمَّ تداوله صحيح؟
يوضح رئيس "جمعية المزارعين" أنطوان الحويك في حديث لـ"النهار" أنَّ "ما يجري الحديث عنه من أنَّ البطيخ محقون بمواد كيميائية دعاية أكثر مما هو واقع، وقرأت مثل كثر بعض المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المعطيات لدينا لا تتقاطع مع هذه الإشكالية. قد يرش المزارعون البطيخ القرع ببعض الهرمونات ليكبر أكثر".
ويلفت إلى أنه "للتأكد من مسألة حقن البطيخ وجب معرفة مصدره، أما ما ينشر عبر فايسبوك لا نعلم مدى جديته وهناك بعض التقارير الوهمية. ثمة خضر كالباذنجان والخيار والكوسى ترشُّ عليها هرمونات لتنمو في فصل الشتاء، أما البطيخ فلم نتأكد من رشه. ويحتاج هذا الامر إلى تقارير رسمية من الوزراة أو مصلحة الأبحاث الزراعية أو الجامعات. وقد انتشرت نصائح ضمن تقارير عبر مواقع التواصل الاجتماعي أفادت بأنه إذا كانت البطيخة مفسخة من الداخل ولونها الأحمر تكون محقونة".
ويشير إلى أنَّ "الهرمون يساعد الخلية لتكبر وتنشط وتبقى جامدة، وبشكل عام تحقن الخضر أكثر من الفواكه. وبعض هذه الهرمونات كانت مسموحة في الصين ومنها ما يرش على فاكهة العنب في أوروبا على الرغم من أنها تؤدي إلى أمراض سرطانية. ونحن في لبنان نستورد الفواكه والخضر من مصر ودول عربية أخرى حتى تاريخ 15 أيار حيث تنمو مزروعاتنا فنلجأ بعدها إلى المنتوج المحلي".
يؤكد الحويك أنَّنا كجمعية "نختار البضاعة النظيفة ونتواصل مع المزارع الذي يزرع البذور غير المحقونة، وندفع له مبلغاً من المال ليحافظ عليها طبيعياً وعضوياً حتى تنضَج، لا ندخل في اللعبة سعياً لتأمين بضاعة نظيفة للسوق، ولكنَّ البعض قد يعمَد إلى استعمال مواد ممنوعة عالمياً بغية تحقيق الربح السريع".
إلى ذلك، تؤكد مصادر في وزارة الصحة لـ"النهار" أنَّ "بعض المزارعين لجأوا إلى زراعة البطيخ قرعاً ولذلك تغير طعمه وخفتت نسبة السكر فيه، ولكنَّ الحديث عن حقن البطيخ بمواد كيميائية غير صحيح. وغالباً ما يلجأ بعض التجار إلى بث هذه الأخبار سعياً للاستيراد أو منعه، فكلفة هذه المواد أولاً أغلى من سعر البطيخ، وثانياً من المستحيل حقن البطيخ لتكبير حجمه أو إضافة السكر إليه لأنه إذا حُقن سيصبح عفناً بعد بضع ساعات، إذ تصيبه البكتيريا ليصبح مكان الحق شبيهاً بجرحٍ مفتوح. وكل ما يتداول لا يمكن إثباته سوى بالفحوص. من الممكن حقن الحيوانات بمضادات حيوية أما الخضر والفواكه فمن المستحيل حقنها، يمكن فقط رشها بمواد وهي حتماً لا تسبب السرطان ولا تزيد السكر في الفاكهة. في الخلاصة، مسألة الحقن غير علمية".