تساءل الصحافي الأميركي روي غوتمان في تقرير نشره موقع "دايلي بيست" الأميركي إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد قد فاز في الحرب السورية، متوقعاً أن يرجو الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه به اليوم على هامش قمة العشرين في هامبورغ لحل "أكبر مشاكل الشرق الأوسط".
في تقريره، رأى غوتمان أنّ بوتين سيقف عاجزاً أمام طلب ترامب بسبب عدة عوامل، موضحاً أنّ الحرب السورية تسببت بتوترات تخطّت حدود المنطقة وقسّمت حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأدت إلى اندلاع أكبر أزمة لاجئين في العالم، وأنّ عدداً كبيراً من اللاعبين الدوليين الذين يمتلك كلّ منهم أجندته الخاصة تورّط فيها.
وانطلق غوتمان من تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي تردّد أنّه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأسبوع الماضي أنّ مصير الأسد بات الآن في أيدي روسيا، وأنّ أولوية إدارة ترامب تقتصر على هزيمة "داعش" من جهة، ومن الإنعطافة الفرنسية من جهة ثانية، إذ نقل عن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون تأكيده الشهر الفائت أنّ رحيل الرئيس السوري ليس أولية وأنّه ليس عدواً لباريس.
وفي هذا الإطار، أكّد غوتمان أنّ روسيا ستواجه صعوبات إذا قرّرت استبدال الأسد، لافتاً إلى أنّ تدخلها الجوي في الميدان السوري رجح كفة الرئيس السوري، فقلّص نسبة المساحة التي كانت خاضعة لسيطرة القوات المعارضة له من 60 إلى أقل من 20 في المئة.
واستدرك غوتمان شارحاً بأنّ إيران التي استخدم حرسها الثوري موارده لـ3 سنوات في سبيل دعم الأسد ستعارض استبداله، متحدّثاً عن موقف ترامب المعادي لطهران والعازم على الوقوف في وجه نفوذها في سوريا.
تقسيم سوريا
استبعد غوتمان تحقيق السلام في سوريا إذا ما بقي الأسد في السلطة، وافترض إمكانية تقسيمها، متوقعاً أنّ يؤدي هذا السيناريو الشبيه بالكابوس، إذا تحقق، إلى نزوح أعداد إضافية من السوريين وإلى تشكيل حكومة مركزية خاصعة كلياً لطهران.
بالعودة إلى فرنسا، ألمح غوتمان إلى صعوبة التنبؤ بالطريقة التي سيترجم عبرها موقف ماكرون، وذكّر برد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصريحاته، إذ نقل عنه قوله يوم الأربعاء الفائت: "أولئك الذين يريدون بقاء الأسد في الحكم يعملون على تحقيق مصالحهم".
في هذا الإطار، لفت غوتمان إلى أنّ تركيا تسيطر على 810 ميلاً مربعاً في سوريا، وهي مستعدة لتوسيع هذا الجيب منعاً لإقامة شريط كردي بمحاذاة حدودها، مستبعداً إقدامها على سحب قواتها إذا بقي الأسد في الحكم، أيّ أنّ سوريا ستقسم عملياً، على حدّ قوله.
في ما يتعلّق بإيران، تطرّق غوتمان إلى التّقارير الإعلامية التي أشارت إلى أنّها تعمل على إنشاء ممر بري يربطها بالمتوسط بما يمكنها من تزويد "حزب الله" بالأسلحة في لبنان، وإلى دعمها قوات "حماية الشعب الكردية" في سوريا التي تصنّفها تركيا بالإرهابية، واصفاً اصطفاف القوى التي تقف في وجه طهران مرعب.
غوتمان الذي توقّع أن يكون عمل إيران على شق هذا الممر بالمستحيل، استبعد أنّ تؤدي أيّ مبادرة أميركية-روسية جديدة إلى حلّ الجمود الحاصل في سوريا.
( Daily Beast)