أولاً: أعنف هجوم لباسيل على النازحين السوريين...
في لقاء الإعلامي مارسيل غانم الأسبوعي "كلام الناس" مع وزير الخارجية جبران باسيل، شنّ الوزير أعنف هجوم على النازحين السوريين، بخطابٍ عنصري واستعلائي مقيت، مُحرّضاً على وجوب اقتلاعهم من مخيمات النزوح وأماكن تواجدهم على الأراضي اللبنانية، ومفتاحُ حملته السياسية ضرورة التنسيق مع النظام السوري، ومن ثمّ انطلق من التحريض إلى طرفٍ من أطراف الوعيد للمنظمات الإنسانية الدولية: لن يدخل أي مُستوعب مساعدات للنازحين بعد اليوم، إذا لم يُرفق بدخول مستوعب مقابل للبنانيين، اللبنانيين الذين يتضوّرون جوعاً، باعتراف باسيل لأول مرة، أمّا من سيُشرف على توزيع "المساعدات المصادرة" ! فهم أركان هذه الحكومة الفاسدة طبعاً، أمّا كيف سيُطبّق هذا التدبير؟ يسأل غانم، يجيبه باسيل بجرأة واقتدار، نملك المعبر.
إقرأ أيضًا: المقاومة والممانعة المتخصصة بنُصرة الشعب الفلسطيني... أمّا السوري فإلى الجحيم
ثانياً: التباكي...
السيد باسيل، قلبُه على السوريين، لذا يرغب في ترحيلهم فوراً إلى سوريا، لكن بالتنسيق مع النظام، هذا النظام الذي قارعهُ "عمّه" الجنرال عون منذ حوالي عقدين وتسبّب بكوارث "وطنية وقومية"، يغازل السيد باسيل النظام السوري ويدعو للتنسيق معه، إلاّ أنّ الأخبار داهمته بعد ذلك، ولعلّها صحيحة، بأنّ فخامة الرئيس وجد في مدير الأمن العام خير وسيطٍ بين العهدين العوني والأسدي، وجُلّ ما يبغيه باسيل من ترحيل النازحين هو خيرهم، فأوضاعهم في لبنان مُزرية تستدّرُ الشفقة، لذا لا بأس من ذرف دموع التماسيح على مآسيهم ومعاناتهم.
إقرأ أيضًا: أبو بكر الخوارزمي...فيء المسلمين يُوزّع على الديلمي والتركي والمغربي والفرغاني
ثالثاً: من سرق المصحف؟
الجميع اليوم يتباكى على النازحين السوريين ويريد لهم النُّصح والخير والبركة والعودة إلى سوريا، بعد تطهيرهم من الإرهابيّين والتكفيريين! وتقديمهم لقمةً سائغة للنظام الأسدي: رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية ورؤساء البلديات، وقادة الأجهزة الأمنية، والأحزاب والهيئات المختلفة، أمّا من يجلد النازحين اليوم بألسنةٍ حداد وتصاريح ناريّة وتدابير تعسُّفية، فهو أيضاً كالسيد باسيل من زمرة المتباكين.
بعد أن ألقى مالك بن دينار عظته الدينية على طلابه ومُريديه، تطلّع إليهم وقد استغرقوا في البكاء، وتفقّد مصحفه فلم يجده، فقال: كلّكم يبكي، فمن سرق المصحف!
كلُّكم يبكي، أمّا من سيتولى الفصول القادمة من اضطهاد السوريين وتعميق مآسيهم، فعينُه تدمع، ويدُه تشحذ السكّين.