لا يمر يوم او مناسبة دون ان نسمع او نقرا تصريحاً لمسؤول رسمي لبناني سواء كان سياسياً ام امنياً وهو يهاجم النازحين السوريين ويشكك بطبيعة واهداف ووجودهم او يشرح تاثيرهم على الواقع اللبناني والمجتمع اللبناني او يشير الى خطورة وجودهم على تركيبة الديموغرافيا اللبنانية.. ويتساءل عن موعد عودتهم الى سوريا بالرغم من معرفة الجميع باجرام وظلم النظام السوري ووحشية الميليشيات التكفيرية التابعة لايران ومن يقف الى جانبها..
قبل ايام كانت الحملة الامنية على مخيمات النازحين في بلدة عرسال.. تحت اسباب وذرائع مختلفة.. وبشكل غير مباشر اعطيت هذه الحملة الامنية تفسيراً وتعليلاً وربما تبريراً رسميا عندما صدر عن وزير خارجية لبنان..رئيس التيار الوطني الحر.. جبران باسيل.. تصريحاً ورد فيه إن “الإرهاب يتغطى بالنزوح ويستعملونه كغطاء ليمارسوا أفعالهم الإرهابية، لذلك علينا مواجهة النزوح بجرأة وقرار حازم من الدولة اللبنانية”.. اذا هذا المسؤول لا يرى أن النزوح السوري يتم بسبب الظلم.. والقهر والقتل والتهجير.. بل هو يتم بهدف ممارسة الارهاب والقيام باعمال الترهيب في لبنان…!!
وتجدر الاشارة الى ان رموز المعارضة السورية وبعض الناشطين السوريين ضد النظام السوري لا يجرؤون على زيارة لبنان لشرح موقفهم ومعاناتهم.. واسباب انتفاضتهم.. ؟؟ فخطر الخطف ينتظرهم او الاعتقال، فتهمة الارهاب جاهزة أوالارتباط بداعش والنصرة، وتحويلهم مباشرةً للمحاكم العسكرية التي تذكرنا بمحاكم التفتيش التي هيمنت على الحياة السياسية والاجتماعية والدينية في اوروبا خلال القرون الوسطى .. لتعاقبهم بقوة بسبب خروجهم.. على الديكتاتور السوري ومحور ايران – حارة حريك..؟؟ وفي هذا السياق، اعتبر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «الجيش اللبناني عمد خلال دهم مخيمات اللاجئين في عرسال الى التنكيل بنحو 400 لاجئ اعتقلهم، والصور التي وردت للمرصد أعادت إلى الأذهان الأفعال المشينة واللا إنسانية، التي قامت بها قوات النظام في منطقة البيضا في بانياس السورية، في أبريل 2011، عندما قامت باعتقال المواطنين وتجميعهم في ساحة البلدة وطرحتهم أرضاً وعمدت إلى توجيه الإهانات إليهم والتنكيل بهم حينها».
كلام جبران باسيل يعبر عن موقفه الحقيقي ليس من النزوح السوري بل من العلاقة بين المكونات الاخرى التي يتشكل منها نسيج هذه المنطقة العربية ومنها لبنان.. وفي هذا الاطار..(صدر عن وزارة الداخلية علم وخبر تحت الرقم 1247 بتأسيس جمعية باسم «اللقاء المشرقي»، مركزها بيروت، غايتها ضمان توازن الجماعات اللبنانية في المجتمع وتساوي شراكتها في الحكم والنظام والدولة والسلطات والإدارات والاسلاك والمؤسسات العامة، والحفاظ على مقومات الدور والوجود المشرقي ديموغرافيا وجغرافيا، من ضمن مسلمة العيش المشترك، والحفاظ على هوية المسيحيين وثقافتهم المشرقيتين من ضمن الهويات الوطنية لجماعاتهم وانتمائهم العربي. واللافت كما ذكرت جريدة اللواء اللبنانية..
ان مؤسس هذه الجمعية المسيحية المشرقية هو الوزير جبران باسيل، الذي يرأس في الوقت عينه «التيار الوطني الحر»، ومعه وزير العدل سليم جريصاتي، والناڈب السابق ايلي الفرزلي، والوزير السابق كريم بقرادوني والسفير السابق عبد الله بوحبيب وجان مارون عزيز وحبيب افرام الذي سيكون ممثّل الجمعية تجاه الحكومة..).. من كان فكره وسلوكه يحمل هذا التوجه..؟؟ كيف من الممكن ان نتشارك معه بناء وطن وصدق الانتماء الى الامة العربية..؟؟؟
المفارقة انه في نفس الوقت وعلى الساحة اللبنانية نفسها التي يتعرض فيها النازح السوري للمضايقات، ورموز ومؤيدي المعارضة السورية للملاحقة. يتجول اتباع الحوثي دون اية عواقب او مضايقات او ملاحقات…؟؟ فوجودهم شرعي وقانوني وقضيتهم محقة.. ودخولهم الى لبنان قانوني بل مطلوب كما يبدو.. ؟؟؟ يكفي انهم انصار ايران وحزب الله..!! ليصبح مرورهم عبر مطار بيروت لا يتضمن اية مضايقة او ملاحقة او منع على الاطلاق..؟؟؟ وتجوالهم في لبنان لا يتطلب شروطاً وضوابط.. فهم من انصار مشروع ولاية الفقيه..!! وممثلي الحوثي يظهرون على شاشات التلفزيون التابعة لحزب الله يشاركونه احتفالاته ويتمتعون بتاييده..؟؟ ومؤخرا استقبل السيد علي فضل الله، ممثل السيد عبد الملك الحوثي في لبنان، إبراهيم الديلمي، على رأس وفد، نقل إليه تحيات السيد الحوثي، وتأكيده أن “الفكر الوحدوي للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، جزء أساسي من منهج حركة أنصار الله وعملها”. وأطلعه على ما يحدث في اليمن… وكان سبق ان (..كشفت صحيفة “السفير” عن لقاء ضم وفًدا من الحوثيين مع حسن نصر الله٬ في لبنان٬ وذكرت الصحيفة أن الاجتماع استمر لمدة خمس ساعات٬ أبلغهم فيها حسن نصر الله مباركته “للخطوات” التي يقومون بها٬ وقال المتحدث باسم الحوثيين للصحيفة إن نصر الله شجعهم على “المضي في الحوار بنفس عزيمة المواجهة في الميدان”! ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحوثيين قوله إن هناك خلافات واقعة بين الحلفاء المعنيين باستعادة الشرعية في اليمن)..هذا الى جانب تامين التغطية الاعلامية وتقديم تسهيلات اعلامية لميليشيا الحوثي وتغطية جرائمها..؟؟
ذاً نحن نعاني من تناقض واضح في اداء السلطة الرسمية اللبنانية… سياسياً وامنياً..؟؟؟؟ اذ ان لبنان الرسمي يعادي الشعب والمعارضة السورية فيما يحتضن ميليشيا الحوثي..فهذه السلطة المزدوجة في لبنان..فالانقسام السياسي واضح بين كونات الحكومة..والاجهزة الامنية تواكب اداء حزب الله بل وتنسق معه بالكامل ولا تتناقض معه او تختلف على سلوكه فياي منعطف من المنعطفات..؟؟ وهي مستعدة ان تعادي معظم الشعب السوري طمعاً في محاباة ديكتاتور سوريا وفريقه الطائفي..؟؟ واستعداء دول مجلس التعاون الخليجي ومعظم الدول العربية والشعب اليمني ارضاء لمجموعة الحوثي التابعة لايران فكرا وانتماءً.. اضافةً الى تعميق الانقسام في لبنان بالخضوع لرغبات ميليشيا حزب الله وحركة امل المسلحة وتنفيذ رغباتها السياسية والامنية ومعاداة القسم الاكبر من اللبنانيين الذي لا يرى نفسه الا جزءاً من هذه الامة العربية مرتبطاً بها وبقضاياها .. وليس جزءاً من محور فارسي ديني مذهبي لا يقيم وزناً للحياة البشرية او لطموحات شعوب المنطقة وتطلعاتهم ومستقبل بلادهم..؟؟