لأن ذكراه تحيّ ما لم يستطع موت المنافقين دفنه في حُفر أحقادهم أو إنهاء سيرته ومسيرته بعيّ كلامهم تأتي الذكرى السابعة لرحيل المرجع الديني السيّد محمّد حسين فضل الله صافعة لوجوه مبتذلة وآيسة من عقل الاعتدال بعد أن بلغ التعدي على حرمة السيّد مداه الأبعد من قبل هؤلاء المتنعمين بمال الجهل والمسيطرين على عقول الدراويش من زبائن الغريزة المذهبية وعتالين الشحن الطائفي.
رغم المحاولات المبذولة لتشويه صورة السيّد تتسع مساحة استقطاب خطاب المرجع للكثيرين ممن أضناهم وأرهقهم وأتعبهم المشهد الاسلامي القاتم وقد اتضح لهم أن الاسلام في ظل السلام والاعتدال أكثر قوّة مما هو عليه في ظل الحرب والتطرف وتكفي رؤية ما يجري في سورية والعراق واليمن لتكشف هوية الاسلامين السياسي والجهادي في تدمير البلاد والعباد لصالح دعوات تفتقر لصلاح البصيرة.
إقرأ أيضًا: ماذا لو قال جعجع لنصر الله نعم ؟
لقد ألف البعض كُتُباً ضدّ السيّد فضل الله والبعض الآخر خطب ومازال يخطب يومياً ضدّ أفكار السيّد المُضلة وهناك من ينشر بيانات وأقاويل للنيل من فضل الله وثمّة متفرغون دائمون من جماعة لحية الحوزة السلفية لسب وشتم وتكفير السيّد والتعريض به لهدم ما بناه من صروح عقلية وعلمية وقد باتت كل محاولاتهم بالفشل لا نتيجة الكذب ودس السُم في عسل الحديث بل نتيجة أن التطرف لا يلبي الاّ حاجة من يريد الانتحار ولا يرغب بالحياة كون الانتحار أسهل الوسائل لتحصيل جنّة من وهم رُسل إسلام السيف.
منذ سبع سنوات وماكنة الاعلام المتطرف لم تهدأ بقيت على ما هي عليه من دور متخصص في حقل النيل من السيّد فضل الله ولكنها لم تفلح في التشويه لصورة غير مقدسة لأن صاحبها رفض منطق التقديس ودع الى نقد التجارب كافة وعدم الاستسلام لقديسين من صنع الأهواء لإغواء فقراء العقيدة الدينية.
طبعاً لم يكن الدفاع بحجم الهجوم على السيّد فضل الله وهذا ناتج عن أسباب متعددة ولا تنحصر في سبب واحد ولكن طبيعة الصمود بوجه هذه الهجومات التكفيرية تعكس صلابة التحدي مع المشروع الالغائي والتكفيري لقوى مهيمنة ولكنها خائفة من دعوات فضل الله وغيرها من الدعوات الغير مستجيبة لعبادة الأصنام الجديدة سواء كانت أفكاراً أو أشخاصاً رغم ما تملك من قدرات جبارة جعلت من الطائفة كتلة غائبة عن الوعي وعن حضور العقل لمكوثها عند أقدام المُقدسين.
إقرأ أيضَا:هذا ما قاله بري للإمام الصدر؟
في المقابل ردّ السيّد منذ زمن على كارهي منطق الاعتدال بطريقة حضارية أنصفت السبابين والشتامين باعتبارهم مرضى ويجب معالجتهم وتصحيح سريرتهم كيّ يستطيعوا النظر ببصيرتهم التي أعماها لهم جاهلون فهموا النص الديني بطريقة مسيئة للاسلام الذي لا يُكره أحداً ويدعو الى التي هي أحسن.
لذا بقيّ السيّد منارة الاسلام العقلي لا الأسطوري وهو محط آمال الكثيرين من المتمسكين بدين التسامح والعيش خاصة وأن الدعوات الأخرى قد أثبتت جنونها وعدم قدرتها على أن تكون طليعة الأمة الوسطى كما وصفها القرآن الكريم وباتت منفرة للمسلمين أنفسهم بعد أن شهدوا الدماء كيف تسيل في دول ترفع كلمة الله و يُذكرُ فيها اسمه.
مازال السيّد ورغم غيابه أكثر حضوراً من خلال اعتداله وقد جعله المتطرفون قبلة للمؤمنين بالاسلام التاريخي ولذا أصبح وأمسى السيّد سيداً للعقل لا صنماً للنقل..