شكلت قضية مقتل الفنان العراقي الشاب كرار نوشي في العراق موضوعا أساسيا في الأوساط العراقية.
فالجريمة البشعة التي إرتكبها خفافيش الليل والجهلة والمتعصبين والمتطرفين كان صداها قويا لدرجة أنهم لم يتجرأوا حتى الآن على الإعتراف بجريمتهم وتبنيها.
من هو كرار نوشي؟
هو طالب بكلية الفنون الجميلة، يعشق الأعمال الفنية والمسرح ودور السينما ويحب الحياة.
لم يكن كرار إلا في بداية مسيرته الفنية وقدم العديد من الأعمال والمسرحيات التي عكست روحه الطيبة المحبة للحياة.
وفي أحد الأيام ، إنتشرت شائعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي تقول أن " كرار نوشي سيقدم على مسابقة ملك جمال العراق " وسرعان ما بدأت الأصوات والحسابات الظلامية عبر وسائل التواصل الإجتماعي تهاجمه وتنتقده وتتوعده بالقتل وتتهكم على شكله وتتهمه بالشذوذ الجنسي.
إقرأ أيضا : مطلقو النار... المشنوق يعتقلهم وجريصاتي يطلق سراحهم
ولطالما كرار تعرض لتهديدات بسبب شكله وكانوا يتهمونه بالشذوذ.
لكن كرار نفى ذلك عبر صفحته على الفايسبوك وقال أن " ملك جمال العراق هو كل شاب عراقي يدافع عن أرضه ".
ولعل هذه الكلمات الجميلة تختصر رؤية النوشي للحياة والجمال.
لكن هذا الشيء لم يشفع له لدى المتطرفين فخطفوه من منطقة باب الشرقي وسط بغداد وعثر عليه مقتولا وسط النفايات بعد يومين في شارع فلسطين.
وقد تعرض جسمه للتعذيب والطعن بالسكاكين.
بعد مقتله، تحولت قضيته إلى رأي عام عراقي وتوجهت أصابع الإتهام إلى جهات في الحشد الشعبي كانت قد هددته سابقا وتشمت به بعد الجريمة.
إلا أن هناك رأي آخر ينفي التهمة عن الحشد ويلصقها بتصرفات فردية لأشخاص متطرفين ومتعصبين يريدون فرض آرائهم الفكرية البالية.
ووسط الإتهامات وفوضى التشكيك ، شيء واحد ثابت أن بلادنا الشرقية تعاني من هؤلاء القتلة المتعصبين الذين يزعجهم أناس بريئون يحبون الحياة.