من جديد، بطرس أفرام الملقّب بـ "بطروسة" في قبضة القوى الأمنية، بعد عملية دهم قامت بها دورية تابعة لمكتب مكافحة الآداب والإتجار بالبشر في وحدة الشرطة القضائية لمنزله، بناءً على إشارة المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامر غانم، والتهمة تسهيله أعمال الدعارة لعدد من الفتيات داخل أحد فنادق جونية.
ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف ابن بلدة يانوح، الذي اتخذ من حالات مكاناً لسكنه، ففي أيلول الماضي أطلق سراحه بعد شهرين من توقيفه بالتهمة ذاتها. وبحسب ما قالته جارته ابنة القزي لـ"النهار" "كان بطروسة بحاله، لا يتدخل بإنسان، وكذلك حال شقيقيه وشقيقته. فوجئنا يوم الأحد بأصوات مرتفعة في الخارج ليتبيّن أن القوى الأمنية تداهم قصره، قبل أن يضجّ خبر توقيفه على وسائل الإعلام".
عائلة ميسورة الحال
ابن الثمانية والعشرين عاماً تزوج سيدة من آل البعيني قبل نحو ثلاث سنوات دون أن يرزق بأولاد. وبحسب ما قال قريبها رئيس بلدية يانوح ملكان البعيني لـ"النهار" "لا يقصد بطروسة الضيعة، على عكس والده الذي يملك فيها منزلين وعدداً كبيراً من الأراضي، فهم من عائلة مالكة. أحوالهم المادّية ممتازة، والده يعمل في مجال الزراعة، أما شقيقه فيملك ميني ماركت في الضيعة، كذلك يملك شقيقه الآخر محل سمانة في الكسليك، وهما متزوجان كما شقيقته التي يعمل زوجها على بيك أب إضافة إلى امتلاكه صالوناً للحلاقة".
مافيا وراء "الولد الطائش"
قال البعيني إن "بطروسة" منذ زمن تشاجر مع والده، ترك المنزل واستقر بعيداً من أهله واستأجر بارات في جونية. وأضاف "عندما تقدم لخطبة قريبتي قبل نحو ثلاث سنوات لم يكن أحد يعلم أنه يعمل في مجال الدعارة، ومع هذا أؤكد أنه ولد طائش تديره مافيا تكسب من ورائه الأموال، فهو لم يكن يوماً فاسداً أو مجرماً، ظلم بسبب إهمال الدولة التي توقف الصغار وتترك الكبار".
الاسم الذي اشتهر في عالم الدعارة لم يفتعل، بحسب مختار حالات، أي إشكال في المنطقة، على الرغم من أنه شاب غير متعلم كأشقائه. "كان يبتعد عن الاحتكاك بالناس، يقصد منزله من دون أن يتدخل في أحد، لا نعلم عنه سوى أنه ميسور الحال، لديه وابن عمه سلسلة فنادق في لبنان".
حرب مفتوحة
"بطروسة" المطلوب بعدة مذكرات توقيف، بات خلف القضبان، ومعه أربع فتيات سوريات كان يشغلهن في مجال الدعارة، حيث تم إيقافهن في أحد فنادق جونية، وهن ع. و. (مواليد عام 1999)، و. ش. (مواليد عام 1988)، ن. م. (مواليد عام 1995)، س. د. (مواليد عام 1993).
حرب على شبكات الدعارة تشنّها القوى الأمنية، وقد انتصرت قبل يومين في معركتها على شبكة "بطروسة" لتضيفها إلى سلسلة الانتصارات التي حققتها على "شي موريس" وشبكة خلدة وزحلة، وشبكة الشمال التي نشطت عبر خدمة "الدليفري". ولا يزال بانتظارها معارك جديدة، فلم تنته شبكات الدعارة التي ازداد عددها في الفترة الأخيرة، لا سيما مع استغلال قوّاديها لحاجة الفتيات السوريات الهاربات من جحيم النار قبل أن يطوّقن بجحيم الإتجار بهن واستغلالهن وإجبارهن على ممارسة أعمال مخلّة بالآداب.