أولاً: "نُصرة" شعب فلسطين...
قام تيار المقاومة والممانعة في المشرق العربي على دعاوى "نصرة" الشعب الفلسطيني، من أيام "جيش الإنقاذ" الذي باءت مهمته بالفشل عام ١٩٤٨ وضاعت فلسطين، إلى أيام جبهة الصمود والتصدي للعدو الصهيوني، وصولاً إلى دعم القدس في مؤتمر القمة العربية في المغرب، إلى يوم القدس العالمي الذي أطلقه الراحل الإمام الخميني، حتى انتظم عقدُ المقاومة والممانعة منذ أكثر من أربعة عقود من إيران إلى لبنان، وسوريا الأسد هي واسطة العقد في هذه المنظومة، وكما قلنا، ظلّ الأساس الإيديولوجي الراسخ لهذا التيار: مقارعة إسرائيل، تمهيداً لاقتلاعها حسب إعلانات وتصريحات إيرانية عدّة، ومقارعة الامبريالية الأميركية التي تعضد إسرائيل.. أمّا لُحمةُ هذا التيار وسُداه، فهي موضوعة "نُصرة الشعب الفلسطيني" كما لا يخفى على مُتابعي قناة الميادين "الفلسطينية" بامتياز.
إقرأ أيضًا : الجيش اللبناني في وجه الإرهاب
ثانياً: "خذلان" شعب سوريا...
منذ أن انتفض السوريون منذ أكثر من ست سنوات، ضد رمز المقاومة والممانعة بشار الأسد، والشعب السوري يتعرّض لأبشع إبادة منظّمة لكيانه ووجوده.. مئات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من المعتقلين، والذين يقضي معظمهم تحت التعذيب، أكثر من عشرة ملايين لاجئ في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه ٢٢ مليون نسمة، هذا فضلاً عن الخراب والدمار الذي لحق بأهمّ المدن التاريخية، أمّا المآسي الاجتماعية التي خلّفها النزوح والدمار الاقتصادي، وضياع مئات ملايين الأطفال دون رعاية وتعليم فحدث ولا حرج ومع كل هذا، لم يرفّ لجبهة المقاومة والممانعة جفنٌ على مآسي الشعب السوري، ذلك أنّها "مُتخصّصة" فقط بنُصرة الشعب الفلسطيني، ولو اقتصر الأمر على مساندة بشار، باعتباره رمز المقاومة والممانعة، لظلّ ذلك من قبيل الوفاء "للقادة العظام"، أمّا أن يتغافل التيار بقضّه وقضيضه، عامداً مُتعمّداً عمّا يتعرض له النازحون السوريون في لبنان من حملات إذلالٍ وعنصرية، واحتقار ووصمٍ بالإرهاب والتكفير، والمطالبة بقطع أرزاقهم وطردهم خارج الحدود، فهذا لعمري هو العجب العجاب، ثمّ أليس هو ذاتُه التيار الذي حاول ذات يوم أن يرسم خطوطاً "حمراء" لمن يتعرّض "للشعب الفلسطيني" في مخيم نهر البارد بزعامة الطّيب الذكر شاكر العبسي.
إقرأ أيضًا : استعادة ملف النازحين من الاستهلاك السياسي
لطالما ردّد السوريون، المؤمنون الصابرون، في هتافاتهم السلمية: ما إلنا غيرك يا الله... صدحت أصواتهم، لكنّ أبواب السماء، وللأسف، موصدة، أخبرنا بذلك نبيٌ كريم منذ أكثر من ألف عام، منذ أن ضاعت دماء ابن بنته في صحراء كربلاء. ً