عقّب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على ظروف اعتقال الخلية الارهابية المنتمية الى تنظيم "داعش" والخطط التي كانت تعتزم تنفيذها لضرب الاستقرار من خلال تفجيرات واغتيالات وعمليات انتحارية بالقول: "العملية انطوت على عوامل كلها جديدة، بعضها ايجابي والآخر سلبي. كما حملت مؤشرات تنذر باخطار بعضها يوجب معالجة سياسية. فاذا فشلت يعني اننا مضطرون الى عمليات امنية وعسكرية دقيقة وحساسة. اما الايجابي منها فهو ان الشبكة الإرهابية تشكلت من عناصر غير لبنانية. وهو ما يؤكد ان لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب والارهابيين رغم بعض التهور السياسي الطائفي والمذهبي الذي يصدر من هنا او هناك. وهو ما يؤكد ايضا صواب خيار استراتيجيا الامن الاستباقي الذي اعتمدها الامن العام منذ عام 2011 برصد الارهاب وتعقبه ومكافحته في كل الاتجاهات وتتبع مصادر تمويله".
واضاف في حديث إلى مجلة "الامن العام": "مقارنة مع غيرنا من الدول التي تعتبر اهدافا للارهاب، فإننا سجلنا نجاحا استثنائيا في مجال ضمان السلم الداخلي والاستقرار رغم تسجيل نسبة ارتفاع الجرائم والحوادث بين الناس التي بالطبع تستدعي اجراءات جذرية مشددة وقوية من الاجهزة الامنية والعسكرية، كل بحسب صلاحياته ودوره في حفظ الامن في الداخل وعلى الحدود، وهذا هاجس امني كبير".
ونبّه ابراهيم من "مكمن امني ـ عسكري ينصب لمخيمات اللجوء الفلسطيني، ويُراد منه استدراج لبنان واللاجئين الفلسطينيين وتوريطهم في ما لا يريدونه من مواجهة يحرصون على تجنبها على الدوام لاسباب سياسية وعسكرية وامنية تتصل اتصالا وثيقا وشديدا بملفات اقليمية ودولية. وهي تلقي بثقل اضافي في وقت يئن فيه لبنان اساسا وعلى كل المستويات من اعباء النزوح السوري".
وقال: "ثمة مؤشرات خطيرة كمنت في اهداف هذه العمليات. للمرة الاولى ننجح في توقيف شبكة كانت في صدد ضرب سلسلة اهداف في آن. كان مقررا على سبيل المثال الضرب في مدينتي طرابلس والنبطية. واذا كان ذلك يؤكد ما كررناه على الدوام بأن الارهاب لا يميز بين فريق وآخر او منطقة واخرى، الا انه ينبىء بمرحلة جديدة متميزة ستكون طبيعتها من العمليات العشوائية لزعزعة الدولة ككل. وهذا يستدعي حساسية امنية ارفع وادق واعلى أولا لحماية لبنان، وثانيا لأن الجميع يعرف ان الجيش والقوى الامنية يعملون بطاقتهم القصوى وفي ظل نقص في العديد والعدة. لكم ان تتخيلوا في ما لو نجح الارهابيون في شن عملياتهم ضد الاهداف الموضوعة وبينها رجال دين، بأي حال سيكون لبنان والجهد الذي يستوجب بذله لاعادة الثقة بالبلد خصوصا واننا على ابواب الموسم السياحي الذي نعمل ليكون ناجحا ومستقرا امنيا".