تناولت واشنطن تايمز الأميركية الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من ست سنوات، وتحدثت عن النطاق الأوسع المحتمل لهذه الحرب، وقالت إن مشاركة الولايات المتحدة و إسرائيل تنذر بأن تكون حتمية.
 

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن هذه الحرب تنعطف نحو الأسوأ في ظل تزايد عدد ضحاياها، وتسببها في تشريد الملايين، حسب ما نقل موقع "الجزيرة نت".
وقالت إن اشتراك أميركا و"إسرائيل" فيها أصبح الآن أمرا لا مفر منه، الأمر الذي يضيف بُعدا جديدا للحرب في سوريا التي صار ينظر إليها على أنها تشبه الحرب الأهلية الإسبانية في الفترة من 1936 إلى 1939.
وأشارت إلى دور المستشار الألماني أدولف هتلر والزعيم الإيطالي بينيتو موسيليني المتمثل في دعمهما القوى القومية الفاشية في إسبانيا بالأسلحة والمستشارين، وإلى دور الحلفاء، الأمر الذي مهّد أو قاد مع انتهاء هذه الحرب إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وعودة إلى الحرب التي تعصف بسوريا، فقد أشارت الصحيفة إلى قيام القوات الجوية الأميركية بإسقاط إحدى المقاتلات التابعة لنظام بشار الأسد ، وقالت إن هذه الحادثة تمثل أول تدخل أميركي مباشر في الحرب السورية، وذلك دفاعا عن المصالح الأميركية.
وأضافت أن إدارة الرئيس دونالد ترمب نجحت حتى الآن في تجنب الصراع مع روسيا وإيران اللتين تدعمان نظام الأسد، وأن "إسرائيل" أو الجارة اللصيقة لسوريا حاولت أيضا أن تبقى محايدة.
وقالت: لكن "الإسرائيليين" ردوا مؤخرا بنيران المدفعية على قذائف ضربت مناطق في هضبة الجولان انطلاقا من الجانب السوري، وتحدثت عن تعقيدات القتال وتداخل الأطراف المتحاربة داخل سوريا.
وتشكل سوريا الان اختبارا حاسما لسياسة ترمب الخارجية، وسيكون التهديد -الذي أطلقه بالتدخل المباشر إذا قام الأسد أو القوات الروسية أو الإيرانية المتحالفة معه باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين العزّل- الاختبار النهائي لسياسة ترمب بعدم التدخل، وفق ما تقول الصحيفة.
وأضافت واشنطن تايمز أن ترمب اتبع حتى الآن مبدأ عدم التدخل أساسا في سياسته الخارجية، وذلك انسجاما مع شعاره الذي تبناه وهو المتمثل في أن "أميركا أولا".
و تحدثت عن الخسائر الفادحة وزيادة عدد الضحايا المدنيين في الحرب في سوريا، وعن أثر كل هذا على السياسة والرأي العام الأميركيين.
وتحدثت كذلك عن المعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وقالت إن كسر الأسد لهذا الحظر إنما يعرضه للخطر، وإنه إذا نجا من خطر استخدامه لتلك الأسلحة فإنه سيواجه بلا شك محاكمة كمجرم حرب نهاية المطاف.