في تقريرها، أوضحت الصحيفة أنّ عناصر الجيش التي انتشرت في مخيمي النور والقارية في عرسال لإلقاء القبض على مطلوبين تفاجأت بمقاتلين كانوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها، مشيرةً إلى أنّ تنفيذ العملية اقتضى تدخّل فوج المجوقل.
وإذ تحدّثت الصحيفة عن انتشار الجيش في عرسال بعد مواجهات بين مقاتلين من "جبهة النصرة" و"داعش" وعن عدم خضوع البلدة البقاعية لسيطرة الدولة اللبنانية، نقلت عن مصدر أمني وصفه العملية الاستباقية بالناجحة.
في السياق نفسه، شرحت الصحيفة بأنّ أكثر من 100 ألف شخص- يشكّل النازحون السوريون أغلبيتهم- يعيشون في عرسال وأنّ المقاتلين السوريين يحظون بدعم الشبكات الإرهابية التي وصفتها بأنها "لبنانية"، لافتةً إلى أنّ المصدر الأمني كشف أنّ العملية هدفت إلى الضغط على الفصائل السورية للتوصل إلى اتفاق حول عرسال، وذلك لمغادرة عدد من المقاتلين المتواجدين في المنطقة على الأقل.
وتابعت الصحيفة تقريرها، فذكّرت بالحديث عن قرب انطلاق معركة عرسال وأكدت أنّ الجيش يحظى بدعم واشنطن وعدد كبير من الأفرقاء السياسيين الأساسيين، مشدّدة على رغبة أهالي البلدة في عودة الهدوء والأمن.
وعليه، رأت الصحيفة أن تنفيذ عملية بهذا المستوى في هذه المنطقة ذات الأغلبية السنية ما زال أمراً معقداً، معيدةً السبب في ذلك إلى إمكانية تحرّك المشاعر الطائفية، ومشيرةً إلى أنّ سقوط جرود عرسال المحاذية للحدود السورية يصب في مصلحة "حزب الله".
في هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أنّ الجيش عمل على تثبيت نقاط مراقبة ومواقع قتالية حول عرسال، ناقلةً عن ضابط قوله في منتصف حزيران الفائت إنّ الهدف يقضي بردع الإرهابيين وإعادة استثمار البلدة البقاعية بشكل كبير وتأكيده أنّ المسلحين باتوا محاصرين من كل حدب وصوب.
إلى ذلك، تطرّقت الصحيفة إلى الدعوات إلى تنظيم عودة النازحين السوريين التي تبعت عملية الجيش الاستباقية، ناقلةً عن الرئيس العماد ميشال عون تصريحه بأنّ مخيمات النازحين السوريين تحولت إلى معسكرات. على هذا الصعيد، قالت الصحيفة إنّ سياسة بيروت إزاء النازحين السوريين لم تتغيّر وشرحت بالقول إنّها لا تنوي طردهم.
وفيما تحدّثت الصحيفة عن إمكانية عودة السوريين الذين نزحوا من منطقة القلمون الخاضعة لسيطرة "حزب الله" والجيش السوري، خلصت إلى أنّ مصير السوريين الذين نزحوا من بلدة القصير سيكون صعباً، وذلك نظراً إلى تحوّلها إلى قاعدة عسكرية للحزب، على حدّ تعبير "لو موند".
( Le monde)