منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع جدّاتنا يغدقن علينا بالأمثال الشعبية التي تحتوي على عِبَرٍ مقتبسة من دروس الحياة و"تجاعيد السنين". من بين تلك الأقوال "الدفا عفا ولوّ بعزّ الصيف". اليوم وبحسب الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي بات صاحب تلك المقولة "مطلوب حيّاً أو ميتاً"..
جميع من هو على خارطة شبه الجزيرة العربية ومحيطها، يعاني من اللهيب الإستوائي الذي يُشعل أجواء لبنان بحرارته المرتفعة، حتّى باتت موجة الحرّ حديث الساعة، تتقاذفها الألسن بتعليقات ساخرة وصلت إلى حدّ المطالبة بتعديل كتاب الجغرافيا اللبنانية وتحديدا جملة "يمتاز لبنان بمناخٍ معتدل ..."وشطب هذه الجملة من النهج المتوسّطي وإلّا إعتبارها "شائعة".
طرافة اللبناني في التعامل مع الصعاب باتت معروفة، فالنكات الجمّة التي اعتدناها "رفيقة" كلّ مناسبة مهما كان نوعها، إنهالت منذ الأمس على مواقع التواصل الإجتماعي لتعبّر عن معاناة "المشوّبين".. منهم من ابتكر "مشّاية" من جوارير الثلج لتبريد القدمين وغيرهم من وضع مكبات الثلج داخل السندويش لتبريد الجوف، وهناك من قرّر الإستفادة من درجات الحرارة المرتفعة لخبز الرغيف وشي اللحم والدجاج.
وها هي أشعة الشمس بذاتها تحمد الله على بركة الدفء الذي يزداد يوماً بعد يوم، فيما يُحسد في أجوائنا الحارّة من عنده صديق "بارد"، وإلّا فعليه فوراً إبتكار "قعدة ثلج" تماماً كـ"سهرة النار" الرائجة في المخيّمات الكشفيّة والـ "بيكنيك".
تعليقاتٌ، صورٌ ونكات بالعشرات غرقت بها الـ "سوسيل ميديا" جرى تداولها بين الرفاق، علّها تخفّف من وطأة الحرّ الذي أطلّ مع شهر تموز مُستبقاً صديقه "آب اللّهاب"، والتي ستنتهي حتماً مع إنحسار "المنخفض الهندي" ليبدأ بعدها التنكيت على نتائج إمتحانات الشهادة الثانوية .. الحبل عالجرّار .. و"ما تهكلو للهمّ" ! .