رسم تقرير لمركز أبحاث إسرائيلي صورة مقلقة عن الأوضاع في السعودية بعد إعفاء الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد وتعيين الأمير محمد بن سلمان بدلا منه
 

وأشار تقرير "مركز أبحاث الأمن القومي" الذي أعده مسؤول قسم الخليج في المركز يوئيل جوزينسكي، أنه على الرغم من أن صغر عمر ولي العهد الجديد يضمن له البقاء فترة طويلة على رأس الحكم في السعودية، إلا أن هناك شكوكا في قدرته على إدارة حكم البلاد في ظل المخاطر الجمة التي تتعرض لها.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن الأمير محمد بن سلمان حظي بتأييد 31 من أصل 34 من أعضاء "هيئة البيعة"، إلا أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقا، فالمعارضة يمكن أن تنبثق من داخل الأسرة المالكة نفسها، أولئك الذين ليسوا راضين عن صعوده، ومؤهلاته، وأسلوبه الإداري.

ورسم التقرير صورة بائسة لرؤية بن سلمان الاقتصادية، وقال إن حالة من خيبة الأمل تسود في أوساط السعوديين من التطبيق المتعثر لـ"رؤية 2030"، مشيرة إلى أن السعوديين ضاقوا ذرعا بارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات تقليص الدعم للسلع الأساسية.

ويرى التقرير أن تذمر الشارع يهدد العقد الاجتماعي الذي يربط العائلة المالكة والجمهور السعودي، الذي يقوم على التزام نظام الحكم الذي تديره العائلة بتمكين الشعب من التمتع بعوائد النفط، مقابل ضمان تأييد الجمهور لهذا النظام. وأوضحت الورقة أن ما فاقم الشعور بانعدام الثقة تجاه ولي العهد الجديد، حقيقة أنه في الوقت الذي يطالب فيه السعوديين بشد الأحزمة وتقبل إجراءات التقشف، لم يتردد في شراء يخت بنصف مليار دولار، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من النقد على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم يستبعد التقرير أن تقف المؤسسة الدينية ضد ولي العهد الجديد، في حال طبق أجندة اجتماعية تتناقض مع التوجهات المتحفظة لهذه المؤسسة.

وأشار التقرير إلى التحذيرات التي أطلقتها أجهزة استخبارية غربية من تداعيات السياسات التي يمكن أن يتبناها محمد بن سلمان، التي تتجاوز الخط الحذر الذي تميزت به السياسة الخارجية للسعودية، مما يؤثر على استقرار المنطقة والاستقرار السياسي في السعودية.

وقال إن أوضح مظاهر الفشل في السياسة الخارجية التي اتبعها محمد بن سلمان تجسدت في التدخل العسكري في اليمن، وأن هذا التدخل وصل إلى طريق مسدود، حيث إن الرياض عاجزة عن تحقيق أي من الأهداف الرئيسية التي وضعتها لنفسها. وأكدت الورقة أن إطلاق "أنصار الله — الحوثيين" وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الصواريخ على الأراضي السعودية بات أمرا مألوفا، مشيرة إلى تصاعد الانتقادات الدولية لإدارة السعودية للحرب في اليمن، التي اقترنت بسقوط عدد كبير من الضحايا.

وحول الأزمة الأخيرة مع قطر قال التقرير إن الأزمة الجديدة خفضت من قوة التحالفات التي كانت تتمتع بها الرياض، مشيرة إلى دولة مثل باكستان، التي تعد من أوثق حلفاء السعودية، باتت تصر على موقف "محايد" من الأزمة مع الدوحة.

وأشار التقرير إلى إمكانية فشل حملة الحصار على قطر التي قادها محمد بن سلمان بفعل دعم قوى عالمية وإقليمية ووقوفها إلى جانب الدوحة، لا سيما تركيا وإيران، مشيرة إلى أن مثل هذا الفشل سيمس بمكانة ولي العهد السعودي.

وتوقع التقرير أن تتجه السعودية تحت حكم بن سلمان إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حتى قبل أن يتم الشروع في خطوات عملية لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني.