بقيت المواقف الأخيرة الصادرة عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله محل إهتمام محلي ودولي بالنظر إلى تمادي نصر الله في خرق الثوابت الوطنية عندما أعلن عن دخول مقاتلين من اليمن والعراق وإيران في حال إعتدت إسرائيل على لبنان.
الرد الرسمي جاء على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي حاول استعادة الدولة من تهور حزب الله، وقال المشنوق أن مواقف نصر الله لا تعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني ووصف المشنوق كلام نصر الله بأنه كلام غير مسؤول وطنيًا ويفتح الباب لإشتباكات سياسية نحن في غنى عنها، وأنه خارج سياق المسار اللبناني، ويعطي الإنطباع كأنّنا سنستورد الحريقَ السوري إلى لبنان، ولا يمكن أيّ لبناني أن يوافق على هذا الموضوع.
إقرأ أيضًا: بعد سقوط داعش، ما مصير الأسد؟
جاءت موقف نصر الله هذه لتزعزع المناخات الإيجابية التي سادت مؤخرًا بعد إقرار قانون إنتخابي جديد، وطرحت هذه المواقف جملة تساؤلات عن أهداف حزب الله من هذا التصعيد الخطير وإرتداداته على الساحة المحلية في هذه المرحلة تحديدًا وبعد وبعد إقرار قانون جديد للإنتخاب ساهم بترسيخ الإستقرار السياسي وتم تحديد موعد للإنتخابات يمهّد لقيام دولة فعلية، وكل ذلك إثر قيام عهد جديد توسّم فيه اللبنانيون خيراً وحكومة أولويتها الخروج بأوسع إنجازات معيشية لمصلحة الناس، وما الذي دفع الحزب إلى إطلاق مواقف تؤدي إلى نسف كل تلك الإنجازات التي تشكّل مصلحة مشتركة لكل اللبنانيين من دون إستثناء.
إن فتح الحدود أمام الغرباء يُشكّل انتهاكاً للسيادة والدستور وتجاوزاً للحكومة المؤتمنة ورئيس البلاد على حماية الحدود وامتلاك القرار الإستراتيجي في الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل وغيرها، وبالتالي لا يحق لأي فريق التفرد بقرارات تنعكس نتائجها على كل الشعب.
إقرأ أيضًا: جنرال إسرائيلي: الردع يصيب نصرالله، والإنتصار يضر إسرائيل ويهدم لبنان
إن طرح الحزب تسييب الحدود يتناقض مع الميثاق والكيان والثوابت الوطنية ومع كل ما يعرف بلبنان التاريخي، وإذا كانت لدى الحزب مخاوف أو هواجس معينة، فما عليه سوى طرحها على الحكومة التي يُشكّل جزءاً منها لكي تواجه الدولة مجتمعة أي أخطار محتملة على لبنان.
أمام هذه الأزمة الجديدة فإن كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مدعوان إلى تناول الموضوع بالجدية المطلوبة ومعالجته ضمن الأطر الشرعية حفاظاً على الإستقرار.