يحق للمتفوق والناجح الفرح والإحتفال، وأن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، يحق له كل أشكال السعادة التي يحب بعد فترة من التّعب والدراسة، يحق لوالده أن يشعر بالفخر، وأن يكافئه بأي طريقة، لكن لا يحق له أن يُنهي حياة غيره، وأن يقتل بنجاح إبنه عائلة بكاملها.
هي لحظة أو دقائق معدودة من الفرح تمر على عائلة سعيدة، يقابلها عمر من الوجع الأسود سيمر على عائلة أخرى فقدت أحد أفرادها برصاصة طائشة أُطلقت فقط لأن إبن صاحبها نجح.
إقرأ أيضاً: مسرحيات الإجرام في لبنان: اعتقلوا زعران الطرقات
واليوم ستصدر نتائج الشهادة المتوسطة وبعدها الشهادة الثانوية قريباً، فلا تحولوا هذه الشهادة من شهادة تقدير إلى شهادة وفاة، واللحظة التي تفرح خلالها بنجاح إبنك أو إبنتك قد تكون لحظة صرخة أم على إبنها المقتول برصاصتك، ووجع أب غاضب يلملم ذكريات طفولة ولده منذ لحظة حمله على أكتافه حتى لحظة معانقته مقتولاً برصاصتك، ودموع أخت تائهة فقدت سند عمرها أيضاً برصاصتك، فهل رأيت نتيجة رصاصتك تلك؟
تلك الرصاصة التي تُطلق إبتهاجاً للنجاح، ستصل إلى رأس مظلوم لا يعنيه نجاح إبنك، وستتحول من ذكرى نجاح إلى ذكرى جنازة، ودموع الفرح في عيني الأم، هي نفسها دموع الموت بالنسبة لأم ثانية ستلبس الأسود مدى الحياة، فلا تتعمد أن تقتل عن طريق الخطأ!
ولا تحول نتائج الإمتحانات الرسمية إلى نتائج تحصد القتلى والجرحى، وتلك الشهادة الرسمية التي أُطلق بسببها الرصاص تحتاج إلى إنجازات كثيرة أهمها الحصول على وظيفة!
إقرأ أيضاً: عمليات التجميل: جَمِلي عقلك قبل شكلك
وفي خطوةٍ لافتة أطلقت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حملة (#بتقبل_تقتل) عبر مواقع التّواصل الإجتماعي ضد أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، خصوصًا مع قرب صدور نتائج الإمتحانات الرسمية المتوسطة والثانوية.
طالبةً التّبليغ عن "أي شخص يقوم بإطلاق النار عبر الإتصال على الرقم 112، وتوثيق الحالة بصورة أو مقطع فيديو وإرساله فوراً عبر خدمة "بلغ" على موقع قوى الأمن الداخلي www.isf.gov.lb، أو من خلال حساباتها على مواقع التّواصل الإجتماعي".