أعلنت الولايات المتحدة أن نظام الأسد استجاب للتحذير الأميركي من مغبة إقدامه على استخدام السلاح الكيميائي في هجمات على المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن النظام السوري استجاب في ما يبدو لتحذير واشنطن من شن أي هجوم جديد بالأسلحة الكيميائية، لأنه لم يُقدم على هذه الخطوة.

وأوضح ماتيس للصحافيين المسافرين معه إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، «يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد... لم يفعلوه».

وردّاً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن النظام السوري ألغى تماماً هذا الهجوم قال «أعتقد يجدر بك أن تسأل (بشار) الأسد هذا السؤال».

وقال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض أصدر هذا التحذير للقيادة السورية استناداً إلى معلومات مخابراتية عما بدا أنه استعدادات نشطة في قاعدة جوية سورية استخدمت في هجوم من هذا النوع في نيسان الماضي، تنفي دمشق قيامها بتنفيذه.

ولم يتحدث ماتيس بشكل مباشر عن معلومات المخابرات الأميركية بشأن مطار الشعيرات، لكنه قال إن تهديد الأسلحة الكيميائية أكبر في هذا الموقع منه في أي موقع واحد. وأضاف «أعتقد أن برنامج الأسد الكيميائي يتجاوز مطاراً واحداً».

وقال مسؤول أميركي على صلة بالمخابرات إن ضباط المخابرات الأميركيين وآخرين من دول الحلفاء حددوا مواقع عدة يشتبهون في أن النظام السوري يستخدمها لإخفاء أسلحة كيميائية مصنوعة حديثاً بعيداً عن أعين المفتشين

وقال مسؤول آخر مرتبط بالمخابرات إن المعلومات المخابراتية التي دفعت الإدارة الأميركية لتحذير دمشق «ليست قطعية. لم تقترب من القول إن هجوماً بأسلحة كيميائية سوف يحدث».

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة نقلت التحذير إلى روسيا عبر «قناة عدم الاشتباك» التي يستخدمها البلدان لتفادي وقوع اشتباكات في المجال الجوي السوري، لكن لا يوجد دليل يُثبت أن التحذير منع وقوع هجوم كيميائي.

ولم يعلق جيش النظام ولا وزارة الخارجية على تحذير البيت الأبيض برغم أن قناة الإخبارية التي يديرها قالت إن المزاعم ملفقة.

ونددت روسيا بالتحذير ورفضت تأكيدات البيت الأبيض بأنه يجري التحضير لهجوم كيميائي باعتبارها «غير مقبولة»، مما زاد من التوترات بين واشنطن وموسكو بشأن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده سترد بكرامة وبشكل متناسب إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية.

وفي تصريح صحافي قال لافروف إنه يأمل ألا تستخدم أميركا معلومات سرية عن تخطيط سوريا لهجوم كيميائي «ذريعة لأعمال استفزازية» في سوريا.

كذلك أبلغ نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف رفض بلاده أن تتخذ الولايات المتحدة تحركات منفردة في سوريا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن التأكيدات الأميركية تعقّد محادثات السلام السورية.

وفي واشنطن قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنقذ حياة الكثير من السوريين.

وصرحت السفيرة خلال جلسة استماع في الكونغرس أن حزم ترامب أنقذ أرواح الكثير من الأبرياء في سوريا. وقالت رداً على سؤال بشأن الهجمات الكيميائية في سوريا خلال الجلسة التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «بفضل حزم الرئيس ترامب لم نشهد هجوماً كيميائياً».

وأضافت «بفضل تصور الرئيس الذي واجه الأسد وذكر إيران وروسيا، أمكن حفظ أرواح كثيرة».

وفي السياسة، تبحث الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا في مؤتمر «آستانة 5» المنتظر انعقاده الأسبوع المقبل، ملف نشر قوات مراقبة لـ«مناطق خفض التوتر» التي أعلن التوافق عليها في مؤتمر «آستانة 4» قبل نحو شهرين.

وقال القيادي بالمعارضة السورية المفاوض في وفدي آستانة وجنيف فاتح حسون، إن اجتماع آستانة «سيركز على المباحثات المستمرة الجارية بين الضامنين التركي والروسي، وما ينتج عنهما من طروحات تشارك الفصائل العسكرية بها لكون الضامن التركي يترك مجال الموافقة والرفض والتعديل للفصائل».

وحول موقف المعارضة من طرح نشر قوات إيرانية في محيط دمشق وفق ما تسير به المفاوضات، قال إن المعارضة «لم ولن ولا تقبل بذلك».

وعن بدائل القوات الإيرانية، أفاد أن «الرفض يعني طلب قوات من دول أخرى، وهناك فرق بين ما تطلبه وبين ما يمكن تحقيقه، لذا نحن غير موافقين على أي دور لإيران في سوريا». وتساءل «ولكن هل سنستطيع تحقيق ذلك؟ (تغييب الدور الإيراني) هذا ما نتمنى مساعدتنا عليه من الجهات الداعمة للثورة السورية».