قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن "صراع النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران، يعتبر من الطراز الإستعماري القديم، المتمثل في السيطرة أو إنشاء الطرق الإستراتيجية"، مشيرة إلى "وجود منافسة بين المجموعات الموالية لإيران والقوات الأميركية على طرق استراتيجية، لا سيّما في تلعفر شمال غربي العراق".
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، نُشر اليوم الأربعاء، بالقول: "تتنافس القوات المدعومة غربياً من جهة والموالية لإيران من جهة أخرى، على إعادة إنشاء طرق رئيسة غرب العراق مع استعادة الأراضي التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها".
ووقعت شركة أميركية عقداً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من أجل إعادة بناء الطريق السريع والرئيس من بغداد إلى الحدود الأردنية، وصولاً إلى العاصمة عمّان. في حين يعارض هذا العقد سياسيون تربطهم علاقات مع إيران، يرفضون استمرار الوجود الأميركي في العراق".
وأنشأت المجموعات الشيعية المرتبطة بإيران طريقاً خاصاً بها إلى الحدود الشمالية من العراق. وتحاول فتح طريق إلى دمشق يبدأ من الحدود الإيرانية عبر منطقة بعقوبة (شرقاً) القريبة من العاصمة بغداد، وصولاً إلى المعبر الحدودي مع سوريا في "أم الجاريس".
ويؤيّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بشدّة، مشروع طريق بغداد - عمّان، حيث تواجه بلاده أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب فقدان التبادل التجاري مع كل من سوريا والعراق. وانخفضت الصادرات الأردنية إلى العراق إلى النصف بعدما سيطر تنظيم داعش على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق عام 2014.
ويتضمن عقد إعادة بناء الطريق، الذي مُنح إلى مجموعة الزيتون، وهي شركة أمنية ولوجيستية أميركية، 36 جسراً، دمرت العمليات العسكرية العديد منها، وكذلك تأمين أراضٍ لبناء أماكن للراحة والمقاهي، على أن تعوَّض تكاليف الاستثمارات من الرسوم والإيجارات.
وفي الغالب، سيمر الطريق السريع في محافظة الأنبار السُّنية، الرافضة للشيعة والإيرانيين"، وهي كذلك من المحافظات التي سيطر عليها تنظيم الدولة سابقاً. وما زالت هناك هجمات متفرقة من قِبل داعش حول بلدة الرطبة، شرقي المعبر الحدودي.
وقال قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، المتهم بالتحريض على الحرب الأهلية في العراق، واختطاف المقاولين الأميركيين والبريطانيين، في كلمة له: "لماذا لا تقوم الشركات العراقية ببناء الطريق"؟ في حين اعتبر متحدث باسم "العصائب" أنّ "شركات الأمن "تقوم بعمليات تجسس لصالح المخابرات الأميركية".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن معين الكاظمي، وهو مسؤول في فيلق بدر، كبرى المجموعات الشيعية التي لها علاقات مع إيران: "نحن نعارض هذا الطريق؛ لأنه سيكون ذريعةً للأميركيين للحفاظ على وجودهم العسكري".
ويعتبر الهدف الإستراتيجي الكامل للطريق، موضع الخلاف، هو ربط إيران مع البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا، بحماية من "حزب الله".
(الخليج أونلاين)