ففي الوقت الذي تدور فيه معارك في ريف القنيطرة، حيث يوجد عدد من المجموعات المعارضة التي يحاول الجيش السوري طردها من المنطقة، أغلق الجيش الإسرائيلي منطقة في الجولان أمّام الزوار، ما يعدّ تطورًا كبيراً ويحمل دلالات.
وبحسب الصحيفة، فالسيطرة على الطريق بين القنيطرة ودرعا إلى الجنوب هو مفتاح أساسي للجيش السوري وبالطبع لطهران. فبعد السيطرة على هذه الطريق وعلى المنطقة شرق الأراضي المحتلّة وشمال الأردن، ستتمكّن إيران من فتح معبر بري من إيران الى العراق فدمشق وصولاً الى بيروت. وبذلك تكون إيران في طريقها لتحقيق حلمها بإنشاء "الهلال الشيعي" الذي يجعلها القوة المسيطرة في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أنّه بالرغم من أنّ الحرب السورية معقدة، وتنخرط فيها قوى من إتجاهات عدّة، إلا أنّ إيران وحلفاءها –العراقيون الشيعة، حزب الله، الجيش السوري والقوات الأفغانية المقاتلة معها -برزت كقلق رئيسي لصانعي القرار في الرياض، عمان وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إنّ القلق الأكبر لدى صنّاع السياسة الإسرائيليين هو أنّ إيران وحلفاءها يسيطرون على جنوب لبنان، ويحاولون بناء جسر في سوريا. كما قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال ستينيتيز لـ"راديو إسرائيل": "إيران تحاول إستخدام الحرب السورية لتأسيس قواعد جوية وعسكرية في سوريا".
ليست في سوريا فقط، يقول رئيس الإستخبارات الإسرائيلية هيرزي هاليفي إنّ إيران تبني مصانع أسلحة في لبنان، البلد الذي يسيطر عليه "حزب الله". كذلك تستخدم الحوثيين في اليمن لتصنيع أسلحة في البلد الواقع إستراتيجيًا على حدود السعودية.
إذًا، أين أميركا من كلّ هذا؟
توضح الصحيفة أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما اعتبرت إيران حليفًا في قتال "داعش". وساعد الإتفاق النووي إيران على الحصول على الأموال، ما شكّل قلقًا لدى السعوديين. وليس السعودية فحسب، تقول "هآرتس" إنّ الأردن وإسرائيل شدّدتا التعاون الإستخباراتي خلال الأسابيع الماضية، لمواجهة التهديد الإيراني على الحدود السورية معهما.وعلى هذه الحدود يوجد قوات أميركية أيضًا، وقد نسف ترامب العلاقات التي بنتها إدارة أوباما مع إيران، وهدّدها. وقد تكون الرسائل لإيران وراء إعلان البيت الأبيض الثلاثاء أنّ هناك علامات تشير الى أنّ دمشق تحضّر لهجوم كيميائي جديد، بحسب ما وردَ في تقرير الصحيفة.
من جهتها، أفادت "فوكس نيوز" أنّ ترامب يحضّر مؤتمرًا إقليميًا بهدوء، سيدعو إليه حلفاءه السنّة وربما إسرائيل.
وختمت "نيويورك بوست" تقريرها بالقول: "المنطقة اقتربت من الحرب، والإنتصار على داعش يبدو قريبًا وإذا برزت إيران في القمة، قد تنشب حرب على نطاق واسع وتسبب نتائج مرعبة لكلّ الأطراف، من بينها الولايات المتحدة".