أورد "المجلسي" : " عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال : ذاك في السماء ، إليه أسري برسول الله (ص) ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" !!
وفي كتاب " الصحيح من سيرة الرسول الأعظم " قرر "السيد جعفر العاملي : " أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء " اسري اليه النبي وهو غير مسجد الاقصى في فلسطين
يضاف الى هذه الروايات وغيرها الكثير، السيرة العملية لائمة اهل البيت عليهم السلام فلم يُذكر بكل كتب الزيارات والادعية المعتمدة بأن واحدا منهم قد زار المسجد الاقصى في فلسطين المحتلة، كما انهم لم يتركوا خلفهم أي نص لزيارة أو دعاء مخصص لهذا المسجد ينبئ عن تقديسهم له.
إقرأ أيضا : لقاء بعبدا ... الأبوة الضائعة
وفي الوجدان الشيعي فإن مسجد الكوفة مثلا له ما له من احترام تفوق بدرجات المسجد الاقصى، فضلا عن أضرحة اهل البيت ومقاماتهم فانها تأتي بالدرجة الاولى بعد الكعبة المشرفة طبعا.
من هنا يمكن القول بكل وضوح أن موضوع القدس والاهتمام به لا يعدو أكثر من شعار سياسي استقطابي يحاول حامله مقاربة مشاعر ملايين المسلمين السُنة بدون أن يكون له أي تأصيل شيعي، ومن هنا ايضا يمكن أن نفهم كيف أن رفع شعار الدفاع عن مقام السيدة زينب يمكنه استقطاب الكثير من شباب الشيعة حول العالم ليزحفوا إلى سوريا والقتال هناك وبذل الارواح والاموال وهذا ما لم نشهده طيلة فترة الصراع مع العدو الاسرائيلي.
لا شك بأن القضية الفلسطينية هي قضية محقة، ونصرة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال هو أمر مطلوب إلا أن المزايدة في أمر القدس باتت من الموضوعات التي تضر بها وبأهميتها أكثر بكثير من خدمتها، بالخصوص أن الناس صارت على دراية بأن كثرة الخطابات لم تعد تنفع في لحظة تكون البندقية مصوبة إلى مكان آخر ، فرحمة بفلسطين والفلسطينيين وبالقدس أطالب بانزال هذا الموضوع عن المنابر .