اشار الأمين العام لحزب الله السي دحسن نصرالله في كلمة له خلال الإحتفال بيوم القدس العالمي إلى أن " آخر يوم جمعة من شهر رمضان هو أفضل يوم اختاره الامام الخميني ليكون يوم عالميا لأقدس قضية تتحمل مسؤوليتها اليوم الانسانية كلها والامة جمعاء، ومنذ ذلك الاعلان يحيى هذا اليوم بالاحتفالات والمظاهرات والمسيرات ومختلف الانشطة لايصال رسالة واضحة في كل عام"، لافتاً إلى أنه "بعد وفاة الامام الخميني، أكد الأمام الخامنئي على هذا الخط وهذا اليوم وهذا الاحياء وهذه المسؤولية، ولذلك منذ ما بعد انتصار الثورة الى اليوم، يتم احياء هذا اليوم وهو ينمو وينتشر وينتقل ويمتد من قارة الى آخرى. وهذا ما نتطلع اليه وسيأتي يوم يشهد فيه الناس أن يوم القدس سيكون الزمان الذي يخرج فيه الناس جميعا في العالم العربي والاسلامي للتعبير عن ايمانهم والتزامهم".
ورأى نصرالله أنه "يأتي يوم القدس هذا العام متزامنا مع الذكرى الـ50 للحادثة المؤسفة وهي احتلال الصهاينة للقدس، وكانوا بالامس يحتفلون بسيطرتهم وهيمنتهم على القدس"، مشيراً إلى أن "منطقتنا دخلت في مرحلة مختلفة تماما، وهذا مفصل صعب ومؤلم وفيه الكثير من المخاطر والتحديات، وفيه الكثير من الايرادات والتضحيات والصمود والانجازات"، لافتاً إلى أن "الحراك الشعبي كان حراكا شعبيا أصيلا صادقا مخلصا وطنيا وليس بفعل مؤامرة أو مخططات، ولكن للأسف بسبب غياب القيادات الحكيمة والانسجام الوطني ولاسباب عديمة وقدرة الولايات المتحدة وادواتها الاقليكية، تم محاولة استيعاب هذا الحراك وأخذ المنطقة باتجاه ما أخذت اليه الان، وهي اعادة سيطرة قوة الهمينة على منطقتنا وأموالنا ونطفنا وخيارتنا، ومن أهم الاهداف هو انهاء القضية الفلسطينية والوصول الى تسوية ببين الكيان الصهيبوني والدول العربية والاسلامية".
ورأى نصرالله أن "أحد أهم الاهداف المركزية للاحداث الكبرى والحروب من سوريا الى العراق واليمن وليبيا، هو تهيئة كل المناخات السياسية والرسمية والشعبية والوجدانية والعملية لتسوية لمصلحة العدو الاسرائيلي وبشروطه وعلى حساب الشعب الفسلطيني. وعمل محور المقاومة خلال كل السنوات الماضية ولا زال يعمل لافشال هذا الهدف هذا الهدف قديم ولكن كل ظرف له أدبياته واساليبه وهو ما كنا نواجهه خلال السنوات الماضية والان"، مشيراً إلى أن "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني داخل وخراج فلسطين من صعوبات، حصار، تجويع، قطع الكهرباء، اعتقالات وسجون، قتل على الشبهة، تقطيع أوصال الضفة الغربية، الاستيطان، التهويد للقدس، هدم المنازل، تجريف الاراضي، وانسداد الافق السياسي، الموضوع المركيز بتحقيق هذا الهدف هو تيأييس الشعب الفلسطيني والقيادات لتقبل بالقليل".
واشار نصرالله إلى أن " الحرب على اليمن لها عدة أسباب، ولكن من أهم الاسباب للحرب على اليمن وكل ما قلته الاطراف الحالية أنها لا تريد السيطرة على اليمن بل حكومة وحدة وطنية ومشاركة الجميع، ولكن السعودية ومن خلفها لا تقبل بوجود تيارات يمنة شعبية اسلامية وطنية قومية متجذرة وموقفها ثابت في مضووع الصراع مع العدو الاسرائيلي وأين، في اليمن على باب المندب، اليمن الذي يمثل موضعا استراتيجيا وخطيرا جدا، ولذلك تشن هذه الحرب على اليمن، لان الشعب اليمني يقف الى جانب فلسطين"، مؤكداً أن "اليمن مستهدفة لاستئصال القوى والقيادات التي تؤمن بهذا اصلراع ولا يمكن أن تكون جزءا من عملية بيع فلسطين والتخلي عن القدس لا من أجل عرش ولا سلطان ولا من أجل ترامب، ولكنها ما والت تقاتل".
ولفت نصرالله إلى أنه "في نهاية المطاف المستهدف المركزي هو الشعب الفلسطيني. وفي الايام الماضية كان هناك مؤتمر هرتزيليا وكان هناك اجماع للقيادات الاسرائيلية أنه في الموضوع الفسلطيني "ما تحكوا معنا" القدس عاصمة أبدية لاسرائيل وفلسطين هي غزة، وممنوع أن يعود لاجئ واحد، الحدود مع الاردن لنا وما قدمه اولمرت هو أكثر ما يمكن تقديمه"، مضيفا:"الجديد والخطر جدا، هو أن الاسرائيليين قالوا في السابق نصل الى تسوية مع الفلسطنيين بعدها علاقات مع الدول العربية، وهذه الطريقة انتهت وما تطالب به اسرائيل أولا علاقات دبلوماسية واقتصادية وعلاقات كالمة مع الدول العربية وتطبيع مع الدول العربية ثم يأتون هم والدول العربية يتحاورون مع الفسلطينيين للوصول الى تسوية"، مؤكداً أن "الاسرائيلي الان يرفض اي مفاوضات مع الفسلطينيين لأنه يعلق آماله على الدول العربية، هذا مشروعهم وخططهم ومعاركهم ووسائلهم".
وأكد نصرالله أن "ايران لم تعزل وصمدت أمام العقوبات وازدادت قوة وطورت صناعاتها واصبحت أقوى حضورا في الاقليم، والذين يريدون محاربتها في الارهاب، ايران لن تتسامح مع الارهاب وسترد بقوى وفعلت ذلك ومعركة الارهاب مع ايران خاسرة وفاشلة وستكون لها نتائج عكسية. ايرن ستصبح أشد حضورا وأثبتت ذلك بقصف الجماعات الارهابية في دير الزور وأصابت أهدافها بدقة فقتلت ودمرت"، مؤكداً أن " ايران ستبقى داعمة لفسلطين وللقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في المنطقة مهما كانت الظروف أو الضغوط. موقف ايران من القضية الفلسطينية هو موقف عقائدي ديني له علاقة بالقران والنبي وبشهر رمضان وبليالي القدر وليس سياسي، وعندما يتخلى الشعب الايراني عن دينه وصلاته وصومه يمكن أن يتخلى عن القضية الفلسطينية".
وعن سوريا لفت نصرالله إلى أنه "بفضل الصمود والثبات والمقاومة، تجاوزت سوريا خطر اسقاط النظام لأن اذا البديل داعش والنصرة وجماعات "الاوتيل" فهذا خطير، وسوريا ستتجاوز خطر التقسيم ومحاولات عزلها جغرافيا فشلت، وهي ثابتة في موقفها السياسي في محور المقاوم"، أما في العراق بفعل تضحيات العراقيين وثباتهم، اليوم نشهد الانتصارات الحاسمة في هذا العام والمسألة في الموصل مسألة وقت وداعش في العراق الى زوال. وفي العراق وعي كبير وايمان راسخ واستعداد هائل واحساس قوي بأنهم جزء من هذه المعركة على مستوى المنطقة وهذا خبر سيء لاسرائيل". وتابع:"أما في اليمن، فالصمود الاسطوري لـ3 أعوام، وحصار مطبق من البر والبحر والجو وامكانيات الدولة من الاساس متواضعة، ولكن هذا الشعب يقاتل مجموعة جيوش واسرائيل تشارك في هذا القتال وفي القصف الجوي على اليمن تحت عنوان التحالف العربي ولكن هذا الشعب لم ينهار".
واشار نصرالله إلى أن "صمود حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، اوصل وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان يقول أحد أحد اسباب عدم حصول تسويات في المنطقة هو "أعتقد أن احدى مشاكلنا أننا منذ 1967 لم ننتصر في أي معركة، ولم يكن لأي أحد في الذي انتصر أو خسر". هم يعترفون وبعد 1973 كان المطلوب تحييد مصر والان المطلوب تدمير سوريا لحصول اسرائيل على نصر، مضيفا:"ليبرمان يقول انه لا نية لنا للقيام بحرب لا في الخريف ولا الصيف ولا الشتاء ولا في الشمال أو الجنوب ومن يقول هذا الكلام هو وزير حرب العدو، هو يعلم أن الحرب على غزة وعلى لبنان لن تصل به الى نصر".
وشدد نصرالله على أنه "في رسالة يوم القدس ومن خلال هذه الوقائع من ميادين القتال الى السياسةيجب أن نأخذ النتائج التالية، أولا على الشعب الفلسطيني في هذه القضية ألا ييأسوا بالرغم من كل الصعوبات، وأن لا يملوا ولا يتعبوا أن يصبروا ويواصلوا لأن هناك الكثير من الامال والانجازات ولا يجوز أن نستسلم وأن يعرف الجميع أن محور المقاومة قوي جدا وأثبت ذلك لم يسقط ولم ينهار ولم يتداعى واستعاد زمام المقاومة في أكثر من ميدان، محور المقاومة لم ولن يخلي الساحة ويشعر أن هناك اضافات حقيقية أَضيفت اليه"، مؤكداً أن "الاوضاع في المنطقة لن تبقى هكذا ومخططات الاعداء ستفشل وفشلوا في تحقيق أهم الاهداف السياسية والذين صمدوا وواجهوا سيواصلون العمل لتغيير الاوضاع والوجوه والدول والانظمة باتت مكشوفة في الكامل".
ورأى نصرالله ان "الوجوه اصبحت عارية، ولعبة النفاق انتهت، تحت الطاولة وفوق الطاولة مع اسرائيل انتهى، وما يحصل هو مؤشر خير ونصر عندما يخرج المنافقون من صفوفكم يعني أنكم تقتربون من الانتصار"، وأشار إلى أنه "على الانظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنها لن تنتصر في هذه المعركة، في المشهد السياسي الحالي الذي يشكل رأس حربة في مواجهة محور المقاومة ويتآمر عليه اعلاميا وعسكريا وماديا، الذي يقوم الان بتقديم الامان لاسرائيل دون أن تتكلف أي عبء ويفتح الابواب لاسرائيل من أجل علاقات وتطبيع واقتصاد وتنسيق، هو النظام السعودي".