ورأت المجلّة أنّ الفشل في فهم طبيعة النزاع في سوريا يمكن أن يؤدّي الى تداعيات جديّة، فبالرغم من التدخّل الأميركي في العراق وأفغانستان وغيرها، إلا أنّ سوريا 2017 لا تشبه العراق أبدًا في العام 2003.
ولفتت إلى أنّ كلّ يوم يحمل معه تطورًا جديدًا في سوريا، ومؤخرًا أسقطت مقاتلة أميركية طائرة بدون طيار سورية، بإشتباك جوّي يعدّ الأول بين الولايات المتحدة ودمشق منذ العام 1999. كما أطلق الحرس الثوري الإيراني أطلق صواريخ من إيران استهدف بها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بعدما عبرت الأجواء العراقية. وقالت المجلّة إنّ كل ما يحصل من تطورات سريعة يطرح أسئلة حول المستقبل القادم.
وأشارت الى أنّه خلال آخر ستّ سنوات، حصل جدل قوي حول سوريا، ومع ذلك فيبدو أنّ لا علاقة لما يقال بجوهر الأزمة الحقيقية، وعلى ما يبدو في أروقة السياسة الخارجية، يظهر جليًا أنّ مسؤولي البيت الأبيض يريدون الإلتزام بشنّ حرب أوسع على وكلاء إيران في المنطقة فيما يعارض البنتاغون هذا الأمر.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن البنتاغون أنّ لا نية لواشنطن بالتدخّل في سوريا، والتواجد الأميركي هو فقط لمساعدة الحلفاء في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلاميّة". وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس: "لا نسعى لنزاع مع أي جهة غير داعش". وأوضحت الصحيفة أنّ الأحداث الأخيرة زادت من إنذار ديبلوماسيين أميركيين ومسؤولين في الأمن القومي، عن أنّ الولايات المتحدة تنجرّ الى دور كبير في الحرب السورية أكبر ممّا كان متوقعًا.
وتابعت "نيويورك تايمز" أنّ المخاوف تزداد من أنّ الولايات المتحدة سيكون لها دور كبير في سوريا. لكنّها لفتت الى أنّ إيران لا تريد أن تسيطر قوات مدعومة من أميركا على أراض شرق سوريا، الأمر الذي يعقّد خطّ إمداد طهران للمجموعات في لبنان والعراق.
من جهتها، تقول مجلّة "ناشونال ريفيو " إنّه إذا فازت واشنطن في حربها ستمنع إيران من ممر حيوي يمكن لإيران أن تستخدمه كقوّة في الشرق الأوسط، كما يمكنها أن تمنع الرئيس السوري بشار الأسد من التحكم بالحدود الإستراتيجية مع العراق. وبشكل غير مباشر، سيشكّل نصرها نقطة إيجابية بمواجهة روسيا حليفة الأسد.
وقالت المجلّة إنّ المستنقع الأميركي في سوريا سيزيد خطر إندلاع أزمات دوليّة، بما في ذلك معركة مع إيران، قطع العلاقات بشكل كامل بين واشنطن وموسكو، وتوسيع النزاع الطائفي الإقليمي بين الخطّ المؤيّد لإيران والخطّ المؤيد للسعودية. وبالرغم من أنّ حروب البوسنة، العراق وأفغانستان باتت مألوفة لواشنطن، إلا أنّ الصراع السوري يضمّ حمائم وصقور، والقتال نابع من إختلاف بالإيديولوجيات.
ورأت المجلّة أنّ النقاش حول التدخّل في الرقة يمكن أن يجلب الحرب، التي تندم عليها الولايات المتحدة منذ سنوات.
وختمت بالقول "بما أنّ القوى العظمى مثل روسيا والصين تسعيان لإعادة إثبات وجودهما على الساحة الدولية، فهذا الأمر يضعضع السيطرة الأميركية. إذًا الخيارات الصعبة في سوريا آتية، والإيديولوجيات التي تشكّلت في العراق خلال السنوات الأخيرة ستنتقل الى سوريا".
(ناشونال ريفيو - نيويورك تايمز )