الإحتيال والنصب والسرقة أصبح لهم فنون وقواعد، وأصبحوا من قوتنا اليومي في لبنان والمحاكم اللبنانية تمتلئ بمئات الدعاوى من هذا القبيل ولم يعد بوسع الفرد منّا تصديق أو وضع الثقة حتى في خياله لكثرة ما نمسع عن روايات وقصص نظنها للوهلة الأولى سيناريو لفيلم أو مسلسل بوليسي.
في هذا السياق، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان رامي عبدالله قراره الظنّي بحق السوري وديع الشيخ علي (24 سنة) الذي دخل باب منزل "برناديت" في جُبيل عن طريق "باب الفنّ" بعدما ذاع صيته في المنطقة بأنه مطرب صاحب صوت رخيم وعازف عود من الطراز الرفيع، وقد قدم عددا من الحفلات في المطاعم الصغيرة الواقعة في قضاء "جبيل" ومن هنا تشكّلت مع أولاد المدّعية علاقة صداقة بينه وبينهم وفق معلومات حصل عليها موقع "رادار سكوب".
وبعدما تطورت هذه العلاقة أصبح "وديع" يتردد كل ليلة سبت إلى منزل عائلة "برناديت" ليسهر معهم ويدندن على عوده أجمل الأغنيات، ضمن سهرات طربيه يحضرها الأصدقاء والأقارب.
كان بديهياً أن تدخل الثقة قلب "برناديت" وأولادها لا سيّما أن "الخبز والملح والفنّ" جمعهم مع وديع بعد أشهر من الزيارات والسهرات.
بعد فترة بدأت الضحية تلاحظ فقدان بعض الاموال من حقيبتها، ثم بعد فترة لاحظت أن مبالغ صغيرة فقدتها من خزانتها لكنها كانت تشك ربما هي مخطئة.
هذه المبالغ التي فُقدت كانت تضعها برناديت في خزانتها كل شهر وهو معاش تعويض زوجها الراحل، وبعد أسبوعين فَقَدت مصاغا ومجوهرات عائدة لإبنتها القاصر بحيث بلغ مجموع المسروقات حوالي الـ5 ألف دولار أميركي.
وقررت برناديت مراقبة المطرب بعدما توصلت إلى خيوط تشير إلى أنه الفاعل، وما شكّت به كان يقيناً وضبطته بالجرم المشهود وإعترف بما نسب إليه وأنه هو من قام بجميع السرقات سابقاً وأنه باع المصوغات وصرف الأموال التي سرقها كونه في ضائقة مالية.
وكشفت مصادر لموقع "رادار سكوب"، أنه حين سألته كيف كان يسرقهم وهو يغني ويسهر معهم، فأخبرها بأنه حين كان ينام لديهم، كان ينتظر أن يغفى الجميع ليقوم بالسرقة وكان حريصاً على عدم سرقة كل شيء كي لا يُفتضح أمره.
وعدها "وديع" بأنه سيعيد لها ما سرقه لكنه حين يجد عملاً له في أي مطعم، وأنه فعلياً ندم كثيراً على ما قام به وأنه سيباشر عمله في مطعم بالبترون بعد أسبوع، هنا صدقّته بحكم "الخبز والملح" وربما ظروف الإنسان تدفعه الى تصرفات طائشة لكن غياب المطرب طال أكثر من شهرين فعلمت انها اكلت "الضرب" وتوجهت إلى النيابة العامة لتقديم بلاغ ضده ولا يزال الفنان السارق متوارياً عن الأنظار حتى الساعة.
(رادار سكوب)