لا تزال اهتمامات الصحف المحلية حول الانتخابات النيابية والقانون الانتخابي تنوعت افتتاحيات الصحف حول هذا القنون و غيره من الشؤون السياسية على الساحة اللبنانية كما اهتمت النهار والحياة بالاوضاع السورية
النهار :
عنون صحيفة النهار : (الرقة المدينة الرئيسية الاولى يخسرها الاسد والحرب السورية تمتد الى الانبار العراقية ) وجاء في افتتاحية النهار مع اقتراب الحرب السورية من استكمال سنتها الثانية، زاد مقاتلو المعارضة مكاسبهم في شمال البلاد بعد تمكن مقاتلين من "جبهة النصرة" الاسلامية المتشددة من السيطرة على معظم مدينة الرقة التي قد تصير المدينة الرئيسية الاولى تخرج تماماً عن سيطرة النظام. وبينما كان اشخاص يبتهجون في شوارع الرقة بتحطيم تمثال الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، كانت نيران الحرب السورية تتمدد في اتجاه العراق مع مقتل 48 جنديا سوريا نظاميا كانوا في طريق عودتهم الى الاراضي السورية، بعد فرارهم في نهاية الاسبوع الماضي الى العراق خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة على معبر اليعربية في محافظة الحسكة. وحذرت بغداد من انها ستتصدى لكل محاولات نقل الحرب الى العراق.
واعلن مسؤول في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ان مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على الرقةوقال أحد سكان المدينة كذلك إنها سقطت. واضاف ان مقاتلي المعارضة حاصروا مجمعا للمخابرات العسكرية في وسط المدينة، وان الحشود أسقطت تمثالاً لحافظ الاسد في الميدان الرئيسي قرب المجمع.
وتعليقاً على هذه التطورات الميدانية في الرقة، اصدر "المجلس الوطني السوري" المعارض، احد ابرز فصائل الائتلاف، بياناً قال فيه، ان "الشعب السوري عاش اليوم لحظات تاريخية تمثلت بتحرير محافظة الرقة، وكنس بقايا النظام المجرم من ريفها ومدينتها". واضاف: "بتحرر محافظة الرقة ذات المساحة الشاسعة والموقع الاستراتيجي، تتواصل عشرات آلاف الكيلومترات المربعة المحررة في شرق سوريا وشمالها، بعشرات آلاف الكيلومترات المحررة في شمال وغرب ووسط سوريا، وهو ما يمثل نصرا حاسما في مسيرة إسقاط النظام الأسدي المجرم، وخلاص سوريا من أبشع حقبة في تاريخها".
وفي المقابل، افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية تشن حملة واسعة لاستعادة احياء خارج سيطرتها في مدينة حمص. وقال ان اشتباكات "هي الاعنف منذ اشهر" تدور عند اطراف القرابيص وجورة الشياح والخالدية وحمص القديمة، تترافق مع قصف يستخدم فيه الطيران.
سياسياً، اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا في سبل "مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا".
وأوضح الاليزيه ان الاتصال تخلله "تبادل عميق للآراء" بين الرئيسين "في تمديد لمحادثاتهما في موسكو في 28 شباط ". أبدى الرئيس الفرنسي قلق بلاده "من تصاعد اعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالازمة السورية".
وفي نيويورك، قدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى رئيس مجلس الأمن من إطلاق أربع قذائف على إسرائيل من الأراضي السورية في الأيام الأربعة الأخيرة.
وقال المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رون بروسور إن إطلاق هذه القذائف الأربع من الآراضي السورية يمثل انتهاكا لاتفاق فصل القوات الموقع بين إسرائيل وسوريا عام 1974. وأضاف في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن: "إن إسرائيل لن تقف مكتوفة بينما تتعرض حياة مواطنيها للخطر على أيدي حكومة طائشة في سوريا.
السفير :
وجاء في افتتاحية السفير ( سليمان وميقاتي يؤجلان الانتخابات الى الفراغ در ) وقالت السفير في افتتاحيتها إجرائياً، وقّع رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في التاسع من حزيران المقبل.
سياسياً، وقّع سليمان وميقاتي على قرار تأجيل الانتخابات، ذلك أنهما يدركان أن انقلاب المعادلة أميركياً من الاستقرار أولا إلى الانتخابات أولا، لن يكون كافياً لجر «حزب الله» وميشال عون ونبيه بري إلى مشنقة «قانون الستين».
الأصح أن الأمر يحتاج إلى أكثر من «أمر عمليات أميركي»، في زمن لم يعد فيه الأميركيون لا في لبنان، ولا في المنطقة، هم الآمر والناهي.
برغم ذلك، يستطيع الأميركيون، غداً، أن يثبتوا أن الاستهانة بقواهم، ليست في محلها.. بدليل أنهم «يمونون» على الحزبين المسيحيين البارزين في «قوى 14 آذار»، أي «القوات» و«الكتائب»، بعدم تلبية الدعوة لانعقاد الهيئة العامة لإقرار «القانون الأرثوذكسي»، وهم أوصلوا رسائل بهذا المعنى «لمن يهمه الأمر» في الساعات الأخيرة.
وفي المقابل، يستطيع فريق الأكثرية الحكومية بمكوّناته غير الوسطية، أن يسقط في جلسة الحكومة، اليوم، وغداً، وبعد غد، أية محاولة لتمرير «هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية»، الأمر الذي يجعل توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لزوم ما لا يلزم بالمعنى الدستوري للكلمة.
واذا استطاع فريق «الستين» أن يوجد فتوى من هنا أو من هناك، فإنه يدرك أن القرار الاستراتيجي بمنع إجراء الانتخابات وفق «قانون الدوحة»، لا عودة عنه.
هنا تنبري المعادلة الصعبة: لن تجري الانتخابات لا وفق «الستين» ولا «الأرثوذكسي»، فهل ثمة مهلة متاحة بعد للتوافق على قانون انتخابي جديد؟
الجواب السريع أنه مع تقليب كل المعطيات المحلية والخارجية، يمكن الاستنتاج أن لا القوى الداخلية قادرة أو جاهزة لإنتاج تسوية سياسية لتمرير الاستحقاق الانتخابي في موعده، ولا القوى الخارجية والإقليمية تملك ترف الوقت والجهد لكي تعطي بالها للبنان، وهي المنشغلة بـ«أم المعارك العالمية» على أرض سوريا..
يقود ذلك كله الى احتمال واحد: الانتخابات بحكم المؤجلة.. ولكن ليس بين اللبنانيين من يجرؤ على تجرع الكأس المرة أمام ناخبيه. بل بالعكس، ثمة حفلة مزايدة مفتوحة، حتى يخال كل لبناني أنه صار «أبو الثورات العربية»، بينما الحقيقة الجارحة أن لبنان لم يبلغ في يوم من الأيام، منذ الاستقلال حتى الآن، سن الرشد السياسي الذي يؤهله لانتخاب نائب فكيف برئيس الجمهورية والحكومة والقانون الانتخابي؟
المزايدة لن تجعل الانتخابات واقعة، وهذه حقيقة يدركها من وقّع المرسوم محقاً بالمعنى الدستوري، ومن أصدر من قبله «فرمان الستين» وبلغة الإلزام، بدعوته الى «إجراء الانتخابات النيابية في موعدها حتى ولو فشل التوافق على قانون انتخابي جديد» والكلام هنا لـ«سفيرة السفراء» مورا كونيلي.
إنه المأزق الكبير، لكأن يداً خبيثة أعطت الإذن برمي لبنان في المجهول. فلقد أخطأ اللبنانيون، عندما اعتقدوا أن الأمن الملتف على رقبتهم ورقبة بلدهم، أولوية لدى أصحاب المقامات العالية، ففوجئوا بأن هؤلاء، بدل أن يجنّّدوا أنفسهم، وهذا واجبهم، لتفكيك الألغام والصواعق، راحوا يصبّون الزيت على النار.
فجأة، ومن دون سابق إنذار، دبّت حماسة الحكومة والرئيس الحكم لتطبيق القانون. نسوا أن مطلوباً من الدولة و«الدول» عاد في يوم من الأيام الى بيته بسيارة رئيس الحكومة، ونسـوا أن هنـاك من كان يحمي مجرماً وكسارات وهناك من ينظّر ليلا ونهارا لنظرية «الأمن بالتراضي». فجأة اختاروا كلهم الباب غير الوفاقي، للدفاع عما تبقى من دولة ومؤسـسات وقـوانين. صاروا غيارى على المهل، فدخلوا من باب «قانون القوانين» ليعيـدوا إحياء «قانـون الفتنة»، ولم يعد مفاجئاً أن يفكر غيرهم، ولو نظرياً، بإقرار قانون أرثوذكسي يعمّق المأزق السياسي والطائفي والمذهبي.
يبقى السؤال: ماذا يعني توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا اختارت السفيرة الأميركية عين التينة لتلاوة فرمانها المكتوب سلفاً، وهل فهم نبيه بري الرسالة سريعاً فبادر الى الرد المباشر بإعلانه عن دفن «قانون الستين» والتمسك بالدستور؟
هل نسّق رئيسا الجمهورية والحكومة ما قاما به، بحكم الدستور والشراكة ومن هو شريكهما الثالث محليا وخارجيا، وهل صحيح ما قاله رئيس الحكومة لرئيس مجلس النواب، قبل 48 ساعة، أنه يفكر بالتوقيع، ليتبين أن المرسوم موجود منذ صباح أمس بأيدي مستشاري رئيس الجمهورية؟
هل فوجئ الرئيس نبيه بري بدعوة الهيئات الناخبة على أساس «الستين»، وبالتالي هل يضعه ذلك في موقع المحرَج، فلم يعد من ملاذ أمامه إلا توجيه الدعوة لعقد جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب لإقرار «الأرثوذكسي»، وماذا عن إعلان تمسكه مراراً بالنصاب الطائفي والميثاقي، وإلا تجعل دعوة الهيئات بري في حل من التزاماته السابقة؟
هل نسّق رئيسا الجمهورية والحكومة توقيعهما مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وماذا يعني بيان المطارنة الموارنة الذي
اعتبر «أن العودة إلى قانون الستين تنصل خطير من المسؤولية الوطنية»، وهل يستطيع سمير جعجع وأمين الجميل المضي قدماً في انتخابات لا تحظى بغطاء بكركي، وهل سيلبّيان دعوة بري الى جلسة عامة لإقرار «الارثوذكسي»، أم ستنجح ضغوط كونيلي في ثنيهما عما التزما به سابقا؟
هل تبشر دعوة الهيئات الناخبة بفتح أفق البحث عن مخارج انتخابية توافقية، أو بالذهاب طوعا الى تأجيل الانتخابات؟
ماذا لو مرت المهل وانتهت ولاية المجلس النيابي قبل إجراء الانتخابات، ألا يعني ذلك الدخول في فراغ مجلسي وحكومي مع ما يرافق ذلك من فوضى في كل المجالات.
الاخبار :
افتتحت الاخبار في غلافها : ( القوات بتتكلم عوني ) لا يعاني العونيّون من «إسلاموفوبيا» طارئة. صحيح ان مقاربات التيار الوطني الحرّ، الداخليّة والخارجيّة، أثارت سجالاً في كثير من الأحيان، وصلت حد اتهامه بالعنصريّة أحياناً، لكن هذا ليس طارئاً. قد تكون هذه ثقافة التيار التي تبلورت تراكمياً، منذ أن خدم الجنود تحت إمرة الضابط ميشال عون، المقرّب من بشير الجميّل، مروراً بالحقبة الفرنسيّة للجنرال، وما تخللها من تعبئة ضدّ الوصاية التي تعد في القراءة الواقعيّة للحرب انتصاراً للفريق المعادي لليمين المسيحي، وصولاً إلى «الصدام المفيد» مع التحالف الرباعي في 2005. جاءت نتائج التحالف المذكور على مقاس الثقافة العونيّة تماماً، بينما وجد الخصم، وهو القوات اللبنانيّة، نفسه خارج الثقافة المسيحيّة المتوارثة. وجد القواتيّون أنفسهم في حلف مع وارثي عرّاب الطائف، الراحل رفيق الحريري. حلفٌ يوضح حزبيّون انه «اتفاق سياسي صرف لا يعني ذوبان القوات في المستقبل».
ولكن، شيئاً فشيئاً، بدأت الفجوة تتسع بين أدبيّات القوات، وإرثها الحربي المعزز بحنين خطابي يطغى على احتفالاتها، وبين سلوكها السياسي الواقعي، المرتبط بالتحالف الكبير. قبل الحديث عن «القوانين الانتخابيّة»، يجب الإشارة إلى نقطة مهمة. في صالونات القوات رغبة عارمة باستعادة النواب المسيحيين من تيار المستقبل، كي تستمر مقولة «أجيال تسلّم أجيال» ولا يبقى النواب أنفسهم إلى ما شاء الله. هذا «تحت الطاولة». إعلاميّاً، يبدو تحالف 14 آذار تحالفاً أبديّاً لا يمس. وبعد تفكيك العناصر المشكل منها، يبدو تفاهماً (آخر) بلا ورقة، ومن دون الجلوس في كنيسة.
ماذا عن «الغرباء»؟
هذا التحالف ينعكس على القواعد الطالبيّة للفريقين، الأكثر حماسة للأيديولوجيا والمقدّس فيها عادةً. ولكنه (التحالف) يأخذ هناك طابعاً فرضيّاً. القوات هي القوات بصليبها المشطوب و«صدمها» وإرثها الحربي. في الجامعات، كالأميركيّة واللبنانيّة الأميركيّة، ثمة تململ، بدأ يظهر أخيراً، على مستوى القواعد من «سطوة» تيار المستقبل واستخدامه خطاباً حريريّاً، لا يحفز «العصب المسيحي». العونيّون مرتاحون في حلفهم مع القطب الإسلامي الأكبر، ويقولون ما يشاؤون عن الفلسطينيين والسوريين، «الغرباء»، في القاموس اليميني المسيحي. حتى أن مسؤولاً طالبيّاً عونيّاً يقول: «لا أتخيّل نائباً عونيّاً في غزة، لا نثق بالفلسطينيين». ولكنه يتخيّل عون في صالون الرئيس السوري بشار الأسد، فالقوات: «شاركت في اعتصام رفعت فيه أعلام الثورة السوريّة». وهذا «الخطأ» استدركه النائب سامي الجميّل سريعاً، قائلاً إن «العلم السوري مرفوض في ساحة الشهداء وقرب السرايا الحكوميّة». القوات ابتلعت موسى «ثورة الأرز» قرب السرايا. ولكن محازبيها ساخطون حتى اليوم من ظهور علم «الثورة السوريّة» في وسط بيروت، وإن كان بينهم من يسوغ هذا بزيارة عون إلى قصر المهاجرين.
اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، ليس إلا وصولاً قواتياً متأخراً. إنه بمثابة العودة إلى الجذور التي توحّدت في رحابها البندقيّة المسيحيّة خلال سنوات القتال الأهلي. رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة أخذ القرار بالتماهي مع رغبة القواعد، لكنه حاول التنصل منه بالعودة إلى القانون المختلط. لكن انسحاب القوات من «الأرثوذكسي» على نحوٍ علني، سيعني شيئاً واحداً للقواعد القواتيّة: «التخلي عن مقاعد المسيحيين للسيد سعد الحريري المقيم في باريس»، كما يقول قواتيّون من الجبل «لم يهضموا وليد جنبلاط في حياتهم». لم يفت الوقت على القوات، وقد قدمت اقتراح قانون بدورها، لكن الشارع المسيحي عموماً، يفضل أن يختار نوابه بنفسه. يفضّل الانعزال، وإن كانت المفردة الأخيرة أغرقت اللبنانيين في حرب شعواء، وهذا واقع تطبقه «القوات» في الانتخابات الطالبيّة في الجامعات، وتعجز عن تطبيقه في الأماكن الأخرى. الوزير بطرس حرب تنبه إلى هذه العوامل «الانعزاليّة»، ودورها في «شحذ» الهمم الكامنة داخل الجماهير. سبق حرب العونيين في موضوع بيع الأراضي لغير المسيحيين، لكن الردّ العوني جاء سريعاً، من بلديّة الحدت، ولم يسع القواتيون مجدداً، إلا التصديق على الخيار العوني كي لا تثير حفيظة جماهيرها، كما فعلت في ذلك اليوم المشؤوم، 5 شباط 2006.
يومذاك، اقترب «الحكيم» من الصورة حتى صار الخروج منها مستحيلاً. دخل الإطار وأدخل معه الشق الشوفيني من التاريخ المسيحي، الملتصق باسم «القوات اللبنانيّة» وعلاقتها العضويّة بالأشرفيّة تحديداً، زاجّاً به للدفاع عن «غزوة الحلفاء». الأشرفيّة تعني الكثير للمسيحيين المعاصرين ثقافيّاً. إنها «أشرفيّة بشير» و«حرب المئة يوم». الأشرفيّة التي لم يدخلها الجيش السوري بعد حصار طويل. أشرفيّة الطبقتين الوسطى والسفلى مسيحيّاً، وينفلش أهلها على محيط «الغزوة» الراقي في «حي السراسقة» البورجوازي، وصولاً إلى مرتع الفقر القديم في كرم الزيتون .
الحياة :
عنونت صحيفة الحياة : (طريقة التفاوض مع ايران ستضعنا امام سلاح نووي ) وجاء في الافتتاحية )أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض أمس أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تحدياً ذا أولوية وأن المحادثات مع طهران لن تستمر إلى ما لا نهاية، وقال: «نحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورة»، فيما اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «أن استمرار التفاوض على النووي الإيراني بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي».
وكان كيري وصل ليل الأحد إلى السعودية في زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه، وأجرى أمس محادثات مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تناولت العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي أن «المحادثات مع إيران لمجرد الحديث والتباحث لن تستمر إلى ما لا نهاية، ونحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورة، والوقت له حدود».
أما الأمير سعود الفيصل فأكد «ضرورة التباحث بجدية وعقلانية ووضع التزامات واضحة أمام الجميع، هذا هو معنى التفاوض، فالتفاوض ليس أن نأتي بأحد نتفاوض معه ليخادعنا ويتلاعب بنا، بل هذا أسلوب خاطئ في التفاوض، ويجب أن تكون المفاوضات جادة إلى أقصى حد ممكن، وأن يكون فيها إبداء للنوايا والدوافع من أجل حل المسألة».
وأضاف: «هذه العوامل غير موجودة مع الإيرانيين، ولم يثبتوا لأي طرف جديتهم في المفاوضات، فقد واصلوا التفاوض لمجرد التوصل إلى مزيد من المفاوضات في المستقبل، وهناك تفاهم مشترك حول قضايا يتفقون عليها، لأنها تحتاج إلى مزيد من التفاوض ولكن ليس هناك شيء حاسم».
ولفت الفيصل إلى أن «استمرار التفاوض بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي، ولكن لا نسمح بأن يكون هناك سلاح نووي، وعلى إيران أن تبدي الدافع والتفهم الواضح بأن التفاوض سيكون محدوداً من الناحية الزمنية، وأن يفوا بكل الشروط التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاق حظر انتشار التسلح النووي».
واعتبر الوزير الأميركي ان «التخصيب يجب ألا يكون من أجل تصنيع السلاح، لأننا عندما نحصل على مواد مخصبة قد تقع في يدي الإرهابيين، والتهديد ليس فقط القنبلة النووية بل وجود وتوافر القنبلة أيضاً بين يدي الإرهابيين، وهذا يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة».
ولاحظ انه «لا يمكن أن يكون الشرق الأوسط أو العالم أكثر سلماً عندما تكون هناك دولة مصدرة للإرهاب تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى وتكسر أو تتجاوز اتفاقاتها مع الدول الأخرى ولا تفي بشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسير بالمنحى الذي تسير به الآن، نحن نتحدث عن إيران التي يجب أن تراعي شروط الوكالة الدولية والاتفاق الدولي لحظر انتشار التسلح النووي».
ورداً على سؤال عن قرار مؤتمر روما توفير الغذاء والدواء لمساعدة الشعب السوري، قال سعود الفيصل: «هناك توفير للمساعدات والإغاثة للسوريين، ونحن في السعودية نبذل قصارى جهدنا وفق قدراتنا لنقدم هذه المساعدات». وأضاف: «ما يحدث في سورية يعد قتلاً لأناسٍ أبرياء، ولا يسعنا أن نبقى صامتين أمام هذه المجزرة، ولدينا واجب أخلاقي أن نحمي هذا الشعب، لم أسمع أو أرى في التاريخ وحتى في أصعب الحالات أن يقوم نظام باستخدام أسلحة استراتيجية وصواريخ لضرب شعبة من الأطفال والنساء وكبار السن ويضرب مدناً مختلفة، ونحن نتحدث أمام هذا كله عن توفير الغذاء، ونتجادل في ذلك». وزاد: «فقدوا الكثير ونحن لدينا صلاحيات أن نتصرف أكثر، لقد فقد بشار الأسد كل سلطته في ذلك البلد، ولا يمكن لأي شخص أن يتصرف بهذه الطريقة ويبقى لديه الحق في أن يكون قائداً لتلك الدولة».
واعتبر كيري انه «لا توجد ضمانات لعدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، ولكننا يمكن أن نؤكد أن هناك قدرة واضحة حالياً على أن نضمن أن تصل الأسلحة إلى المعتدلين من المعارضة وبالتالي يزيدون من الضغط على النظام».
وذكر الوزير الأميركي أنه «يمكن أن يكون هناك سلاح أو آخر ينهي الصراع، لكن يبدو أن العناصر السيئة لديها قدرة على الحصول على السلاح من إيران ومن حزب الله ومن روسيا، للأسف هذا ما يحدث. لكني أعتقد بصحة حديث الأمير سعود الفيصل حول هذا التحدي الكبير، وأن الأسد يدمر شعبه وبلده، وأن السلطة لم تعد ملكاً له، لأن الشعب أوضح له أنه فقد شرعيته .
الشرق الاوسط :
وعنونت الشرق الاوسط :( السعودية و قطر توقعان اتفاقيات امنية واقتصادية واعلامية ) وجاء في افتتاحيتها :عقدت الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي - القطري في العاصمة القطرية الدوحة أمس بحضور الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حيث وقع البلدان اتفاقيات ومذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وإعلامية. وقال ولي العهد السعودي إنه عطفا على ما تواجهه المنطقة والعالم من تحديات, يتحتم على بلاده ودولة قطر «العمل المشترك في مختلف المجالات وتعميق نهج التشاور والتنسيق بهدف الوصول لرؤية مشتركة حيال التعامل مع هذه التحديات وبما يحقق مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين ويعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى الأمتين العربية والإسلامية».
واستشهد الأمير سلمان في كلمته أمام مجلس التنسيق السعودي - القطري بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان قوي متماسك يلبي تطلعات مواطني دول المجلس.
وأكد ولي العهد السعودي أنه على ثقة بأن هذه الدورة لمجلس التنسيق بين البلدين «ستضفي خطوات إيجابية لهذه المسيرة والانطلاق بها إلى مجالات أرحب وأوسع».
وترأس الأمير سلمان الجانب السعودي بمجلس التنسيق السعودي - القطري بينما ترأس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر الجانب القطري. وتوجت المباحثات، بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وكان ولي العهد السعودي قد استقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض صباح أمس قبل توجهه إلى الدوحة حيث تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين