أقام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إفطارا في فيلا سرسق، شارك فيه النواب: فادي الهبر، سامر سعاده، نديم الجميل، نائبا رئيس الحزب جوزف ابو خليل وسليم الصايغ، الأمين العام رفيق غانم، الوزير السابق آلان حكيم، عقيلة رئيس الكتائب السيدة كارين، اعضاء المكتب السياسي الكتائبي وعدد كبير من الإعلاميين.

وأكد الجميل أن "ما يجمعنا وما يدفعنا إلى المثابرة هو مدى حبنا للبنان وايماننا بأن هذا البلد يستحق أن نناضل من أجله والوفاء لشهدائنا الذين ضحوا من أجلنا من دون أن نستسلم أمام الصعوبات".
واعتبر أن "لبنان منقسم اليوم بين من يريد أن يعيش في دولة قانون ويلتزم قوانين هذا البلد ونظامه، ومن يعتبر نفسه فوق القانون ويريد أن يحيك حياتنا والبلد على قياسه ويعتبر نفسه أهم من الشعب اللبناني الذي يعتبره موظفا لديه".

وقال: "في لبنان نوعان من الناس، واحد يقف على الإشارة الحمراء وآخر لا يفعل، وهناك من يخضع للتوقيف وآخر لا، وهناك من يدخل الحبس ومن لا يدخله ومن يدفع ضريبته ومن لا يسددها. إن قضية الشعب اللبناني اليوم لا تكمن في كوننا مسيحيين او مسلمين او دروزا، بل قضية المواطن اللبناني "الآدمي" الذي يرغب في أن يعيش في بلد حضاري. فقضيتنا اليوم هي أن يعيش المواطن اللبناني بكرامته وان يكون محترما من شرطي السير ومن دولته ومن المسؤولين عنه على حد سواء، وان يشعر ان اهتمام اهل السلطة محصور بالعمل ليلا ونهارا على تأمين حياة افضل له، وهذا ما لا نلمسه، بل ان الشعور السائد ان هنالك مجموعة تعيش منفصلة عن الناس تعمل على تحقيق مصالحها من دون ان تعير معاناة اللبنانيين اي اهتمام".

ورأى أن "المعارك التي خاضها الحزب من النفايات إلى الضرائب إلى البواخر تؤكد أن ما يجمع اللبنانيين أكبر مما يتخيل أهل السلطة وأن الأصوات التي ترتفع، نسمعها في الجنوب والشمال وبيروت وجبل لبنان هي نفسها والوجع والهم هو نفسه، لذلك عندما اتخذنا قرارنا بإعطاء فرصة للحلم اللبناني بأن يتحقق فلا نبقى عاجزين ونقنع انفسنا بأن علينا ان نتعامل مع الأمر الواقع وان نرضى بالخطأ ونسكت عنه، وتبين في النهاية انه من تاريخ قيام 14 آذار الى اليوم، انقضت 12 سنة من عمرنا ونحن في تراجع مستمر لأننا اخترنا ان نذهب من مساومة الى اخرى على حساب حياتنا اليومية وحقنا في ان نحظى ببلد ودولة وسلطة ديموقراطية تحترمنا. وانطلاقا من هنا لسنا على استعداد لمزيد من المساومات على حياتنا حتى على نندم في ما بعد".

واعتبر أن "على الجيل الجديد أن بتحمل مسؤولياته في وقف تدهور الوضع أكثر، فليس من المقبول أن يستمر البلد في التراجع كما هي الحال اليوم. ليس من المقبول ان يكون لبلد قطار وترامواي وكهرباء ليصبح من دونها مع مرور الوقت، فالعكس هو ما يجب ان يكون، وما يحصل غير مقبول".

وأكد الجميل أن "الكتائب اختارت ان تقوم بخطوات جديدة لإعادة لبنان الى السكة الصحيحة"، مشيرا الى أن "الناس لم يستوعبوا في البداية حقيقة هذا الموقف، وتساءلوا عن مدى جدية هذه المواقف، الى ان قررنا الاستقالة من الحكومة السابقة لأنها كانت تتخذ قرارات ضد مصلحة البلد، على الرغم من ان الحزب كان للمرة الاول شريكا فاعلا فيها وشارك بثلاثة وزراء، وذلك لأننا نتحمل مسؤوليتنا تجاه الناس لاننا صادقون، وعندما لا نستطيع ان نحقق احلامنا نرحل".

وأشار الجميل الى ان "الكتائب قررت منذ ذلك اليوم ان تكون في المعارضة وان تضع يدها بيد الناس من كل الطوائف والمناطق للمضي في عملية تصويب المسار. وما يحصل من ستة اشهر الى اليوم يجعلنا نثق أننا نسير بالاتجاه الصحيح وان هنالك أملا للمستقبل".

وحول اتهام المعارضة بالصراخ والسلبية دون جدوى، سأل الجميل: "هل كنا نعيش اليوم كارثة النفايات التي نراها لو سمعوا من المعارضة يوم رفعت الصوت؟ ولو لم ترفع المعارضة الصوت، ألم تكن الضرائب لتقر؟ إن المعارضة التي تنتقد اليوم تمكنت من منع إقرار الضرائب على حساب اللبنانيين، لأنها كانت تقوم بدورها بدرس كل ضريبة ومناقشتها وتشريحها للناس والإعلام، وكانت على حق في موقفها وربحت المعركة وأسقطت الضرائب.
والأمر مماثل بالنسبة الى موضوع البواخر التي كانت لتلزم لولا ان المعارضة كشفت صفقة العصر التي كانت تحضر، فخجلوا من المضي بها ليخلص الى القول ان المعارضة لم تكن فقط على حق بل كانت قادرة على ايقاف الصفقات التي كانت ستتم على حساب اللبنانيين".

ورأى ان "هذا النمط لم يكن موجودا في السابق ولا سيما ان تتمكن المعارضة بعددها القليل داخل مجلس النواب من ادخال الرعب الى قلوبهم لأنها مدعومة من رأي عام بدأ يثق بها لأنها تثبت بعد كل معركة انها جادة في ما تقوم به وهو لمصلحة البلد".

وعن قانون الانتخاب قال ان "السلطة حاولت ان تتهرب من اقرار قانون جديد لكنها رأت ان الأمر غير مقبول، فأقروا قانونا مشوها لدرجة انه سيأتي بنتائج قانون الستين. هذا في الحسابات القديمة. اما في الحسابات الجديدة فالرأي العام يرى ويراقب وسوف يحاسب في هذا القانون او في سواه، ومن يعتقد العكس فهو مخطئ".

وأكد الجميل ان "الكتائب ستخوض الانتخابات مهما كان القانون، ولدينا ملء الثقة ان الشعب اللبناني سينتفض على الأمر الواقع الذي يعيش فيه، والمطلوب ان نوحد الجهود ونشبك ايدينا مع الناس "الأوادم" في البلد لبناء مستقبل افضل".

وختم بالقول "ان تصحيح مسار بلد يحتاج الى ارادة وتصميم وشباب مقتنع بقدرته على التغيير".