لا يمر أسبوع واحد على بعلبك، من دون إشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين هذه العشيرة وتلك.
ولا يمرّ أسبوع واحد من دون أن يسقط بسبب هذه الإشتباكات ضحايا مدنيين أبرياء، جريمتهم الوحيدة أنهم يعيشون في مدينة الشمس التي وعلى رغم كل ما يحصل فيها من فلتان، لا تزال تنتظر من الدولة قرارًا حاسمًا لهذا التفلت.
فإن من يتابع ما ينشره سكان بعلبك من آراء وصور على مواقع التواصل الإجتماعي لما يجري في مدينة الشمس التي تحوّلت إلى مدينة الموت يدرك حجم المأساة التي يعيشها أبناء المدينة على إختلاف إنتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية.
إقرأ أيضًا: 7 ضحايا للسلاح المتفلت في أسبوع واحد.. الجرائم في لبنان تزداد فإلى متى؟
جريمة جديدة في بعلبك تضاف إلى حالة التفلت الأمني التي تعاني منه المدينة، فقد قتل ليل أمس المجند في الجش اللبناني "محمد راضي"، فيما أصيب شقيقهُ "هشام" في قدمه ونقل إلى احدى مستشفيات المنطقة للمعالجة.
محمد، ووفقًا لما أفيد من المعلومات، أُطلق النار عليه بينما كان برفقة شقيقه داخل سيارة من نوع "نيسان" متوقفة أمام مطعم ليالينا في رأس العين - بعلبك، ما أدى إلى مقتله على الفور فيما لاذ القاتل بالفرار، ليتبين لاحقًا، ووفقًا لرواية شهود عيان كانوا متواجدين في موقع الجريمة أن الطلقة التي إنطلقت من مُسدس القاتل وضع عليه كاتم الصوت، إذ لم يسمع احد اي طلقة نارية أو حتى يشعر بأمر غير إعتيادي إلا بعد سماعهم الصُراخ ورؤية محمد مضرجًا بدمائه، ويسود إعتقاد أن مُطلق النار عمل على مراقبة المغدور، وعلى ما يبدو، كان يمتلك صورة واضحة عن تحركات "راضي" فتوقيت العملية ومكان تنفيذها عوامل تؤكد تتبعه.
وأفادت المعلومات، أن مُطلق النار هو من أحد أفراد "آل دندش"، مؤكدةً أن عملية القتل التي أودت بحياة الجندي جاءت بدافع الثأر لدماء علي محمد دندش كون أفراد أسرته يتهمون محمد بقتله على حاجز بالهرمل منذ حوالي الـ6 أشهر، الا أن العائلة لم تقدم أي تفصيل أو حتى موقف رسمي مما حصل حتى الساعة.
مرة جديدة تسقط ضحية في بعلبك نتيجة السلاح المتفلت، وكأنّ قدر الأمهات في هذه المنطقة ألّا تجف دموعهنّ وأن يَعشن الحزن ويلبسن السواد بقية حياتها.
وللأجهزة الأمنية الرسمية والحزبية أوجه سؤالي: لماذا تخليتم عن بعلبك؟