تعاود عمليات الإحتيال الإلكترونية ظهورها بحلّة جديدة في الآونة الأخيرة، وبنحوٍ أكثر تهديداً، حيث أصبحت تصل عبر رسائل نصّية تحتوي روابط خبيثة أو تهديدات مخيفة للأشخاص الذين تصل اليهم.
خلال الفترة الأخيرة، عادت ظاهرة ورود الرسائل النصّية الملغومة والمزعجة وحتى المخيفة التي تصل إلى الهواتف الذكية عبر "واتساب"، والتي تؤدّي في حال الإستجابة لها، الى مخاطر إبتزاز كبيرة، أو إلى إنتشار برمجيات خبيثة على الهاتف وتصيب عدداً كبيراً جداً من أجهزة الضحايا. وفي بعض الحالات تكون هذه الرسائل عبارة عن تهديد بخطف الأطفال كما حصل منذ فترة في لبنان والعالم.
يُذكر أنّ ظهور هذه الظاهرة الإلكترونية الخبيثة ليس جديداً، والجهات المختصة تقوم بتوجيه إرشاداتٍ رسمية للمستخدمين تنبّههم فيها الى مخاطر هذه الرسائل.
تبليغ الجهات المختصة
الخطر الأكبر لهذا النوع من الرسائل التي تتضمّن تهديدات، يكمن في الحالة النفسية التي تتركها عند متلقّيها. وهنا نشير الى أنه من المهم أيضاً ألّا يقوم المستخدم بالرد على هذه الرسائل، وألّا يخوض أيّ مفاوضات مع الرقم الذي أرسل الرسالة، أو الإتصال به بأيّ شكل من الأشكال.
وفي هذه الحالة يجب أخذ أيّ تهديد على محمل الجدّ، وإبلاغ السلطات المختصة عنه فوراً. وهي التي تحدّد مصدرَه وما إذا كان تهديداً تسلسلياً يصل الى الهواتف بطريقة عشوائية، أو تهديداً مباشراً للشخص الذي وصلته الرسالة.
أما في حال كانت الرسالة عبارة عن روابط غير موثوقة، فيجب عدم النقر عليها لأنها يمكن أن تكون روابط مزيّفة، تبدأ بتنزيل ملف خبيث يتمّ تحميله من موقع معيّن مرتبط ببرمجيات خبيثة، ينتشر سريعاً على الهاتف بنحوٍ خفي، مهمته سرقة المعلومات وإرسالها إلى جهات محدّدة.
والهدف الأساس من هذا النوع من البرمجيات هو السعي وراء المال والتجسّس والإبتزاز. كذلك، تتيح هذه البرمجيات لقراصنة الإنترنت إختراق برامج التراسل الفورية والتنصّت على المحادثات ونشر الصور وإجراء مكالمات هاتفية من دون إذن المستخدم، واختراق إجراءات الموثوقية لحساب المستخدم على متجر التطبيقات لتحميلها تلقائياً وتثبيتها.
طرق الحماية
يؤدّي المستخدم الدور الرئيس في حماية نفسه من الإبتزاز والسرقة. لذا، يجب عليه معرفة ما يقوم به عند إستخدام هاتفه بشكل عام وبرامج الدردشة ومواقع التواصل بشكل خاص.
فالحفاظ على تحديث نظام هاتفه بإستمرار، وتحديث التطبيقات التي يستخدمها، وعدم إعطاء هاتفه لأطفاله أو لأيّ شخص آخر من الإجراءات المهمة التي يجب إتباعها. كذلك، من المهم التفكير ملياً قبل النقر على الروابط التي تصل عبر الوتساب أو أيّ وسيلة أخرى، وتوخّي مستوى الحذر نفسه عند الدخول إلى مواقع الويب غير المألوفة. وإذا أرسل إليك أحد الأشخاص المجهولين أو أحد الأصدقاء رابطاً مشتبَهاً به، لا تفتحه، بل إحذفه مباشرة من هاتفك ولا ترسله الى أصدقائك. ومن المهم جداً إستخدام برامج مكافحة الفيروسات وتحديثها وفحص الجهاز من خلالها دورياً، للتأكد من خلوّه من البرامج الضارة.
(الجمهورية)