اللافتون أكثر من خمسة، ولكنّ الميل في العادة يتّجه إلى الاختزال. أسماء شكّلت بأدوارها محطّات رمضانية فارقة، وعَبَرت من الدور "البسيط" إلى التميّز في النوع. نختار خمس شخصيات، تُلطّف المكان حيث تحلّ، تمنحه زخماً واقعياً، وتترسّب في الأذهان.
1- سامر كحلاوي: الكاريزما
هو الدبّ، كاريزماتيّ الحضور في "الهيبة" (كتابة هوزان عكو، إخراج سامر البرقاوي، تعرضه "أم بي سي دراما" و"أم تي في"). متفاهم مع الشخصية، متصالح مع الأداء، لذيذ في التماهي مع جوّ المسلسل ولغة العشيرة. لافت، رغم المساحة القليلة. نظراته تعكس داخله، تمنحه هيبة، وتضيف وزناً على المشهد. عوامل تُميّز الدبّ: اللهجة، ملامح الوجه، كاريزما الكلام والأداء. الأدوار بإتقان تفاصيلها، لا بحجمها ومساحتها. كحلاوي لم يُضيّع البوصلة، يعرف الاتجاهات ويصوّب مباشرة نحو الهدف. الخطوة الأولى في #رمضان 2017 واثقة. الاعتماد عليها ممكنٌ لخطوات أخرى.
2- روزينا لاذقاني: الحضور
هي منى في "الهيبة" أيضاً. شابة فرضت حضورها، ملامحها لا تبالغ، وأداؤها سليم. وفية للشخصية، تضعها على السكّة الصحّ، وتُدخلها القلب. منى امرأة تائهة بين سلطتين: الأهل والزوج، لم تجد حتى الآن نفسها. التخبّط في تفاصيلها والتيه في نظراتها. هي في النهاية "ضحية"، لا يعنيها كثيراً الاعتراف بالأمر. يروقها التستّر على ضعفها والبحث دائماً عن مبرر. لاذقاني هادئة، تنساب بأداء الدور وتُقنع. شخصية رمضانية ينبغي من الآن فصاعداً اقتفاء أثرها.
3- جيسي عبده: الإقناع
لا تليق أيّ أدوار بجيسي عبده. "كاراميل" (سيناريو مازن طه، إخراج إيلي حبيب، تعرضه "أل بي سي آي") منحها حضوراً كوميدياً مقنعاً. هي رهف، صديقة مايا (ماغي بو غصن)، شكّلا معاً ثنائية طريفة. يبتسم هذا الموسم الرمضاني لعبده. تؤدّي دورها بسلاسة، كشربة ماء بعد ساعات ظمأ. وجهها مرتاح، تمثّل بعفوية، ولا تقع في المبالغة. تنضج كوميدياً وتعرف كيف تستغل المواقف لمصلحتها. في انتظار نصوص تمنحها ما تجيد تقديمه فتستحق عليه الثناء.
4- رانيا عيسى: التنوّع
لم نُعجَب دائماً بأدوار رانيا عيسى. لكنّ حضورها الرمضاني هذا الموسم جدير بالتمهّل لحظة. قوّتها في أداء أدوار متنوّعة: المرأة مسلوبة الحقوق في "وين كنتي" (كتابة كلوديا مارشليان، إخراج سمير حبشي، تعرضه "أل بي سي آي")، المرأة اللعوب، المستقوية في الظاهر والمكسورة في الأعماق في "زوجتي أنا" (كتابة كريستين بطرس، إخراج إيلي السمعان، تعرضه "الجديد")، والمرأة الخائبة المأزومة بعلاقتها الزوجية في "أدهم بيك" (كتابة طارق سويد، إخراج زهير أحمد قنوع، تعرضه "أم تي في"). ثلاثية رمضانية، تتطّلب من عيسى تبديل جلدها، وفي المحصّلة النتيجة جيدة. تُقنع وتتقدّم وتتأقلم مع وجوهها، وتؤكد أنّها تتسلّق النجاح تدريجاً. من البارزات رمضانياً، والعين على خيارات المستقبل.
5- أنطوانيت عقيقي: الثقة
ليست الإشارة الأولى إلى دور ليندا في "وين كنتي". أنطوانيت عقيقي "ملكة" الشخصية، تجعلها من لحم ودم، وتُسيّرها بيننا. امرأة تُغرم بشاب يصغرها سنّاً، فيترك في أعماقها حزناً كبيراً. ربما لم يكن مشهد انتحارها بمستوى أدائها تفاصيل الشخصية، لكنّ الجوّ العام للدور مشغول بتأنٍ. لم تخذل عقيقي المُشاهد، دورها في الجزء الثاني جدير بالثقة.
خمس شخصيات الإضاءة عليها ممكنة. آخرون أهلٌ بالإشادة، ليت الوقت يسمح.