تناول المحلل الإسرائيلي في موقع المونيتور بين كاسبيت المناورة الإسرائيلية الخارجية الأكبر التي خضع خلالها مئات الجنود الإسرائيليون من وحدة الكوماندوس والقوات الجوية بالتعاون مع الجيش القبرصي لتدريبات في مواقع عدّة في جبال ترودوس التي تشبه تضاريسها الجبال اللبنانية، متحدّثاً عن استعداد تل أبيب إلى حرب مقبلة في الشرق الأوسط
 

في تقريره، أوضح الكاتب أنّ الجنود الإسرائيليين تدربّوا على القتال في البيئات المُدنية والمناطق الجبلية وعلى الهبوط من الطوافات على أراضٍ وعرة ومن ارتفاعات شاهقة، وذكّر بالمواجهة الأخيرة التي دارت بين لبنان وإسرائيل في العام 2006، معتبراً أنّها لم تكن ناجحة جداً.

في هذا السياق، لفت كاسبيت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي عرّض جنوده لصواريخ "حزب الله" بإرساله 3 فرق مدرعة إلى أراضٍ جبلية وعرة خلال عدوان تموز، مشيراً إلى أنّه يعمل منذاك على أقلمة مناوراته البرية بشكل أكبر مع الواقع الراهن وميزان القوى القائم.

الكاتب الذي نقل عن مصدر في الجيش الإسرائيلي قوله: "المرة المقبلة، ستكون الأمور مختلفة تماماً"، شدّد على أنّ الجيش الإسرائيلي في العام 2017 يختلف عن ذاك الذي قاتل "حزب الله" قبل 11 عاماً، إذ خضعت فرق الاحتياط إلى إعادة تأهيل وزاد عديدها وجرى تطوير أنظمة التدريب وتحديثها، وتم تأسيس فرقة كوماندوس جديدة.

وعليه، رجح كاسبيت أن تكون المناورة في قبرص محاكاة لمواجهة مستقبلية محتملة مع "حزب الله"، مبرّراً بالقول إنّ السيناريوهات التي صَعُب تخيل ترجمتها على أرض الواقع قبل سنوات باتت واردة، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها الجبهة الشمالية.

إلى ذلك، ألمح الكاتب إلى إمكانية مناورة الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية "وسط ظروف معينة"، متحدّثاً عن تفكك الجيش السوري وانخفاض عديد الوحدات المدرعة بشكل ملحوظ، ومعيداً سبب تأسيس لواء الكوماندوس الخفيف، الذي يتنقّل جنوده عبر الطوافات وسيارات الجيب ووسائل النقل الخفيفة الأخرى، إلى تغيّر نظرة الجيش الإسرائيلي إلى المناورات.

في هذا الإطار، رأى كاسبيت أنّ زمن المناورات التي تشترك فيها الفرق المدرعة المؤلفة من مئات الدبابات ولّى، لافتاً إلى أنّ الكلمة في الميدان باتت لمن يتنتقّل بشكل سريع وخفيف ويستخدم أشكالاً متخفية للتحرك ويتمتع بالقدرة على تسديد ضربة قوية وغير متوقعة لمكان محدد في الزمان المناسب.

عن احتمال اجتياح إسرائيل جنوب لبنان، أشار الكاتب إلى أنّه ليس كبيراً، مؤكداً أنّ المواجهة المقبلة ستكون أسرع وأكثر مرونة بشكل ملحوظ وستُستخدم خلالها المدرّعات بشكل أقل بكثير وستتم الاستفادة من عنصر المفاجأة بشكل أكبر.

ختاماً، تطرّق كاسبيت إلى إنشغال "حزب الله" في الحرب السورية وإلى التقارير الاستخباراتية التي استبعدت حصول مواجهة بينه وبين إسرائيل، مستدركاً بالقول: "يمكن لأي شيء وكل شيء الحصول في أيّ لحظة. إلاّ أنّ إسرائيل تأمل هذه المرة أن تكون مستعدة".

 

 

 

(Al-Monitor)