إعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة العامة غسان حاصباني أنّ "الشرق الأوسط هو عين العاصفة فهو يعاني من غياب في فرص العمل ومن أكبر نسبة نزوح ووفيات هناك تحوّل كبير وخطير لجهة الحروب والعنف والإرهاب التي يشهدها وهذه التحولات موجودة في مناطق أخرى ولكنها تملك وجهاً آخر، فهي تظهر في صناديق الاقتراع كما في أوروبا وأميركا، أما في الشرق الأوسط فتأخذ شكل الصراعات الدموية والحروب"، مضيفا:"نتجه اليوم إلى نزوح باتجاه المدن والتجمعات الكبرى فتنشأ مدن ومقاطعات ومناطق يكون لها لامركزية في إدارة قراراتها المحلية فقط وليس في القرارات الكبرى مثل التشريع، وستتبلور هذه الصورة أكثر بحلول العام 2030. ولن تنشأ دول جديدة لأن ليس من مصلحة أحد أن يخلق حدود وعملات وعلاقات جديدة لأن ذلك يتعارض مع الاتجاه العالمي. وما نراه اليوم هو لامركزية في الدول التي تعاني من صراعات سياسية واقتصادية واجتماعية".
وفي كلمة له خلال ندوة حوارية حول "لبنان والشرق الأوسط 2030" في جامعة الروح القدس اشار حاصباني الى انه "قد مرّ لبنان سابقاً، بالمشاكل التي يمرّ بها، حالياً الشرق الأوسط ونجح بفضل تعدديته بأن يظهر نوعاً من التعايش الناجح بالرغم من التحديات التي واجهها". ودعا إلى "تطبيق اللامركزية الإدارية الجغرافية في لبنان بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني لتؤمن مرونة أكثر في الإدارة المحلية بطريقة لا تتعارض والعمل المركزي للدولة الذي يشرّع وينظّم ويدير العلاقات الخارجية والأمنية".
ثم عدّد "المقومات التي تمتاز بها الدولة اللبنانية، وهي "مجتمع واقتصاد المعرفة يختزن قدرات شبابية مهمة، لها قدرة تجارية عالية من خلال الخدمات التجارية التي تقدمها، القطاع الاستشفائي إذ يحتل لبنان المرتبة الأولى عربياً والـ 32 عالمياً ما يخوّله أن يكون المركز الطبي في الشرق الأوسط، تصدير التكنولوجيا، قطاع الخدمات المالية والمصرفية المتميّز، القطاع الصحي والقطاع السياحي فلبنان معلم حضاري قائم بحد ذاته. ولنجاح هذه الأدوار، ينبغي فصل العمل الإنمائي والإداري عن العمل السياسي، استعادة المؤسسات واستئناف عملها، واستئناف الحضارة التي خلقت أصلاً في لبنان. وبذلك نكون قد حرّكنا العجلة في لبنان من خلال تشجيع الشفافية وتطبيق القانون وتكافؤ الفرص واعتماد الاقتصاد الحر المسؤول اجتماعياً الذي يرعاه الدستور بهدف الوصول إلى انتاجية عالية ورفاهية عالية في المجتمع عبر الاهتمام بالبيئة والثقافة والحفاط على الجذور والتقاليد وتطويرها وتحديثها. ومن واجبنا العمل لنستأنف الدور الفاعل والمؤثّر الذي لطالما قام به لبنان على المستوى الإقليمي والدولي".