منذ ثلاثة عقود من الزمن لم نشهد إطلاق صواريخ من إيران الا أن يوم الأحد الماضي شهدنا عبر وسائل الإعلام صواريخ إيرانية أطلقت من شمال إيران لضرب أهداف خارج أراضيها، وكان هدفها ضرب داعش في سورية، وكان ردًا على إعتداء طهران على حد وصفهم، وهذا كله بحسب ما نصته وسائل الإعلام الإيرانية، وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني ومسؤولون إيرانيون في ايران عبر وسائل الإعلام الإثنين الماضي نتائج إطلاق الصواريخ الستة متوسطة المدى من قاعدتين بمحافظتي "كرمنشاه وكردستان الإيرانيتين" غرب البلاد بإتجاه محافظة دير الزور شرق سورية.
وفي متابعتنا لأخر الأخبار والتعليقات علق المحلل السياسي الأمريكي تشارلز كروثامر "إن الإيرانيين يحاولون إستعادة الأراضي التي يديرها الآن إرهابيو داعش في سوريا" وهذا كله بمساعدة من حزب الله الذي وإن اعلن خروجه من سوريا على الإعلام الا أنه لا يزال يقاتل في سوريا، والذي يؤكد هذا هو ازدياد أعداد القتلى لديه في الأسابيع الأخيرة الماضية، وقال كروثامر "إن هذه العملية وإطلاق الصواريخ المفاجئ كان رد فعل على إسقاط طائرة سورية من قبل القوات الأمريكية، التي جلبت غضب الروس، معبرًا على ذلك بأن هذا المشهد شبيه بالأعوام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ونحن جميعًا كنا نقاتل النازيين لكننا نعرف أنهم انتهوا".
إقرأ أيضًا: زلزال سياسي يضرب دول الخليج العربي
في حين أن الدولة الإيرانية وبحسب ما قاله قائد القوات الجوية للحرس الثوري الجنرال (أمير علي حاجي زاده) في تصريحات للتلفزيون الإيراني الرسمي إن "الصواريخ عبرت الأجواء العراقية وأصابت أهدافها في سورية"، و هذا يؤكد أن إطلاق الصواريخ ليس عن عبث بل أنه مخطط لها بعدة مراحل ولكنهم انتظروا الوقت الصحيح بحسب الخطط التى رسموها عندهم، وأشار المتحدث بإسم الحرس الثوري الجنرال رمضان شريف إلى أن العملية كانت "ناجحة والصواريخ دمرت قواعد لقيادة داعش في دير الزور"، حسب ما نقل الموقع الرسمي للحرس والضربات أدت حسب الإيرانيين إلى مقتل قيادي سعودي في داعش هو سعد الحسيني المعروف بأبو سعد، وهذا ما سيؤجج الصراع أكثر فأكثر مع السعودية، وعندما بحثنا عن نوعية تلك الصواريخ التي إستخدمتها إيران وجدنا أنّ تلك الصواريخ من نوع "ذو الفقار" الذي يصل مداه إلى 750 كيلومترًا، في حين أن الصواريخ الإيرانية التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر ستظل نقطة توتر مع واشنطن.
إطلاق الصواريخ هذا يحتم بأن الأجواء قابلة للشرذمة من جديد، وأن هذا الصراع الدولى سيتاجج عاما بعد عام، فاليوم شاهدنا إطلاق ايران للصواريخ فماذا سنشهد غدًا؟ من المؤكد بأن السلبية بانت على الواقع الإقليمي العربي الايراني وها هي تنتقل إلى الواقع الدولى.. إطلاق الصواريخ هذا سيؤدي إلى هلاك ايران ويقول بعض الخبراء العسكريين العرب بأن الضربة الإيرانية "رسالة سياسية... هدفها الإستعراض فقط"، ويشككون في تلك المقولة الإيرانية عبر الضربة إستهدفت مقرات تابعة لداعش، مضيفًا أن "الأنباء الواردة و التى وصلت تفيد بوقوع الصواريخ في الصحراء، وبهذا كله تسعى إيران جاهدة الى إرسال رسالة مفادها أن "حربها على الإرهاب لن تتقيد بحدودنا"، وفي نفس وقت رأى محللون سياسيون أن الضربة جاءت أيضًا لطمأنة حلفاء إيران.
إقرأ أيضًا: بعلبك لم تعد كسابق عهدها بعد فوضى السلاح
وقال محللون سياسيون أن هذه الضربة لن تكون رسالة للعرب نظرًا لإنشغالهم بمشاكلهم الحالية أو إسرائيل التي تمتلك إيران حسابات أخرى للتعامل معها، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر إيران الإثنين من مغبة توجيه تهديدات إلى إسرائيل، بعد أن أطلقت طهران صواريخ بإتجاه سورية، وقال نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن اسرائيل تتابع تصرفات الإيرانيين وتصريحاتهم .. وهو يحمل رسالة واحدة وواضحة لإيران وهي بأن لا يهددوا إسرائيل، وتأتي الضربة الإيرانية في وقت أسقطت مقاتلة أميركية طائرة حربية سورية في محافظة الرقة، الأمر الذي إعتبرته موسكو عملًا إرهابيًا وعدوانيا وقطعت قناة الإتصال بينها وبين واشنطن في سورية، هذا كله بعد ان أكدت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في بيان الاثنين الاستمرار في شن ضربات على تنظيم داعش في سورية، والتواصل مع الروس لتجنب أي اصطدام، وأضافت بأن الولايات المتحدة جاهزة لنزع فتيل أي توتر مع روسيا لتأمين سلامة عمليات التحالف في المنطقة.
لذلك في كل ما تبعناه من أخبار نرى بأن تلك المعمعة والحالة دولية حول الصواريخ الايرانية مفادها بأن إيران أرسلت رسالة سياسية كبيرة بإطلاقها للصواريخ ولكن لابد أنها بدات بالتصعيد فهل هي قادرة بأن تتلقى الضربات من باقي الدول أو أنها فقط تدس النبض لترى درجة قوتها أمام الدول الكبرى؟