رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الاصطفاف بين 8 و14 آذار لا زال موجوداً ومستمراً اذ من غير الممكن ان تستقيم الأمور وأن نصل الى دولة وجمهورية قوية في لبنان إلا اذا أصبح كل السلاح ضمن إطار الدولة وعاد اليها كامل القرار الاستراتيجي، وقبل أن نصل الى تحقيق هذا الهدف يكون كل ما نقوم به مجرد تفاصيل ينقصه البناء الأساسي للدولة". 
 
ولفت جعجع خلال الإفطار السنوي الذي أقامته الأمانة العامة دائرة المصالح والنقابات في حزب القوات اللبنانية،  الى ان " الاصطفاف الثاني في البلد هو بين من يعتبرون ان الفساد هو جزء لا يتجزأ من عمل الدولة ومن جهة أخرى بين من يعتبرون أنه لا قيامة للدولة في ظل وجود الفساد، للأسف فوجئنا بفريق في لبنان يعتبر ان الفساد هو جزء طبيعي من عمل الدولة، انطلاقاً من ثقافة معينة ربما، ولكن نحن نرى أنه لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان اذا استمر بحكمها الفساد، وأنا لا أخفيكم أنها معركة كبيرة جداً، فالفساد هو خطر داهم يهدد الدولة في كل لحظة".
 
واذ وصف القانون الانتخابي الجديد بـ"الإنجاز التاريخي الذي صُنع في لبنان، فهو ليس قانوناً صُنع في النروج أو فرنسا أو أميركا، باعتبار أن لبنان بلد صعب وتعددي ولنتمكن من صناعة قانون انتخاب، هذا بحدّ ذاته إنجاز"، انتقد رئيس القوات "بعض نشرات الأخبار التي وصفت قانون الانتخاب بالفضيحة الكبيرة لأن فئة سن الـ18 لا يمكنها التصويت أو بسبب غياب الكوتا النسائية، وهذه إصلاحات يمكن تطبيقها لاحقاً، فانحصر الانتقاد بنقاط تفصيلية لا تُقدم ولا تؤخر في قيامة البلد، والمحطات التلفزيونية للأسف تزايد على بعضها البعض بالسلبية، وهذا قد يؤدي الى تدمير المجتمع، لذا يجب ان نعي أنه يجب طرح الأمور كما هي، فبقدر ما يزداد الوضع صعوبة بقدر ما نحتاج الى الهدوء والتروي والتصرف بعقلانية، وهذا هو الاصطفاف الثالث بين السلبية والايجابية وبين الأمل واليأس، سياسة التيئيس هي كالمرض الخبيث الذي يفتك بجسم الانسان، فهذا الشاب اللبناني الذي يتلقى السلبية من وسائل الاعلام بشكل يومي سيكبر ليفقد إيمانه بوطنه".
 
وأشار جعجع الى ان القانون الجديد "يحمل إيجابية كبيرة ولاسيما ان النسبية فيه قضت على ما يُسمى بالمحادل، وكل شاب أو شابة لديهما الطموح وبإمكانهما جمع الحاصل الانتخابي أي بين 9 آلاف و13 ألف صوت مثلاً حسب المنطقة يمكنهما الترشح والدخول الى الندوة البرلمانية، فمن لا يستطيع جمع الحد الأدنى من هذا الحاصل ليسمح لنا وليذهب يتسلى في المقهى أو كما يقول زياد الرحباني فليذهب الى ترقيع بنطلونه قبل التنطح".
 
واعتبر ان هناك اصطفافين في البلد، الأول هو 8 و14 آذار والذي يعتقد البعض أنه لم يعد موجوداً، فبخلاف ما يُفكر كثيرون لا زال هناك 14 و8 آذار ليس لأننا نحب الاصطفافات بل لسبب بسيط هو ان مشروع 14 آذار ما زال موجوداً بغض النظر عن كوكبة القوى التي لا تزال فيه وطريقة تنسيقها في ما بينها، ومشروع 8 آذار أيضاً لا زال موجوداً بغض النظر عن كوكبة القوى الموجودة فيه، وسيستمر هذا الاصطفاف اذ من غير الممكن ان تستقيم الأمور وأن نصل الى دولة وجمهورية قوية في لبنان إلا اذا أصبح كل السلاح ضمن إطار الدولة وعاد اليها كامل القرار الاستراتيجي، وقبل أن نصل الى تحقيق هذا الهدف يكون كل ما نقوم به مجرد تفاصيل ينقصه البناء الأساسي للدولة، ونحن سنبقى في طليعة الموجودين ضمن 14 آذار، أما الاصطفاف الثاني هو بين من يعتبرون ان الفساد هو جزء لا يتجزأ من عمل الدولة ومن جهة أخرى بين من يعتبرون أنه لا قيامة للدولة في ظل وجود الفساد، للأسف فوجئنا بفريق في لبنان يعتبر ان الفساد هو جزء طبيعي من عمل الدولة، انطلاقاً من ثقافة معينة ربما، ولكن نحن نرى أنه لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان اذا استمر بحكمها الفساد، وأنا لا أخفيكم أنها معركة كبيرة جداً بحجم المعركة الأولى، فالفساد هو خطر داهم يهدد الدولة في كل لحظة".
 
وتابع جعجع:" لو اقتصر الأمر على هذين الاصطفافين لكان الوضع مقبولاً، ولكن منذ عام حتى اليوم وبالأخص في آخر ثلاثة أو أربعة أشهر فُتحت علينا جبهة جديدة أو اصطفاف جديد، فإن كان تفلت السلاح والفساد لم يؤديا بعد الى هجرة كل المواطنين من لبنان فهذا العامل الجديد كافٍ ليقوم بالمطلوب، لا أعرف ماذا أسميه ولكن دعوني أعبّر عمّا يدور في فكري، ان بعض الناس في الفترة الأخيرة يُعارضون لمجرد المعارضة وضد كل شيء ولا شيء يرضيهم، ومن بينهم سياسيون وحتى وسائل إعلام معينة، وهذه مشكلة نعيشها كمواطنين، فيُصور هذا البعض كل شيء بطريقة سلبية دوماً، كما أن هناك بعض المجموعات التي تأخذ المجتمع المدني رهينة لديها فيقومون بتظهير كل ما يحصل في البلد بأنه سلبي، وبالفعل يجلسون في الظلمة ويلعنوها بينما نحن نشعل عود ثقاب تلو الآخر للقضاء على هذه الظلمة، هناك بعض الفوضويين الذين يريدون هدم كل شيء، فحين يخرج شخص ما السلبية طيلة الوقت يكون مريضاً بالفعل، لا شك ان وضعنا صعب ويوجد الكثير من الثغرات والفساد في الدولة، ونحن رأس حربة في محاربته، ولكن لا يجوز أن نهجّر أهالي لبنان منه تيئيساً وقنوطاً".
 
وتطرق جعجع الى موضوع قانون الانتخاب واصفاً إياه بـ"الإنجاز التاريخي الذي صُنع في لبنان، فهو ليس قانوناً صُنع في النروج أو في فرنسا أو أميركا، باعتبار ان لبنان بلد صعب وتعددي ولنتمكن من صناعة قانون انتخاب هذا بحدّ ذاته إنجاز، فبعض نشرات الأخبار وصفت قانون الانتخاب بالفضيحة الكبيرة لأن فئة سن الـ18 لا يمكنها التصويت أو بسبب غياب الكوتا النسائية، وهذه إصلاحات يمكن تطبيقها لاحقاً، فانحصر الانتقاد بنقاط تفصيلية لا تُقدم ولا تؤخر في قيامة البلد، والمحطات التلفزيونية للأسف تزايد على بعضها البعض بالسلبية، وهذا قد يؤدي الى تدمير المجتمع، يجب ان نعي أنه يجب طرح الأمور كما هي، فبقدر ما يزداد الوضع صعوبة بقدر ما نحتاج الى الهدوء والتروي والتصرف بعقلانية، وهذا هو الاصطفاف الثالث بين السلبية والايجابية وبين الأمل واليأس، سياسة التيئيس هي كالمرض الخبيث الذي يفتك بجسم الانسان، فهذا الشاب اللبناني الذي يتلقى السلبية من وسائل الاعلام بشكل يومي سيكبر ليفقد إيمانه بوطنه".