ورد في صحيفة "المستقبل": غاضباً انطلق القاتل مارك يمين بسيارته بعدما لم يلق طلبه في شراء قنينة من البيرة من صاحب "الفان" المتوقفة في قب الياس فجر ذلك اليوم المشؤوم، ليعود بعد ابتعاده مسافة عشرة امتار، ويطلب كوبا من "النسكافيه" بطريقة استفزازية، أعقبها تبادل الشتائم، اقدم على اثرها يمين الى سحب مسدسه واطلاق النار منه باتجاه المغدورين طلال العوض وخليل القطان فأرداهما.
هكذا يختصر قاضي التحقيق الاول في البقاع عماد زين، اسباب "الجريمة المزدوجة" التي وقعت ليل 16-17 نيسان الماضي، في القرار الذي اصدره امس وطلب فيه عقوبة الاعدام للقاتل يمين بجريمة قتل العوض والقطان، حيث اتخذ ورثتهما بواسطة وكيلهما المحامي اشرف الموسوي صفة الادعاء الشخصي في الجريمة.
القاتل لم يكن وحيدا في سيارته انما كان برفقته ثلاثة من المسعفين في الصليب الاحمر اللبناني الذين لم يبادروا الى اسعاف المغدورين، الى جانب المدعى عليه قاسم مرعي، وقد منع عنهم القاضي زين المحاكمة من جرم التدخل في الجريمة فيما طلب لهما عقوبة السجن ستة اشهر لجهة عدم اسعافهم المغدورين، كما قرر اخلاء سبيل الاربعة المذكورين لقاء كفالة مالية قدرها ستة ملايين ليرة عن كل واحد منهم.
ويروي القرار الذي جاء وفقا وخلافا لمطالعة النيابة العامة، ان مارك يمين هو صاحب محل لبيع المشروبات الروحية ومحل لبيع العطور في بلدة قب الياس البقاعية، وليلة الحادثة اقفل المحلين وتوجه بسيارته برفقة صديقه قاسم مرعي وهو مساعد قضائي في مديرية السجون في جب جنين بهدف النزهة باتجاه مدينة زحلة. وفي الطريق التقيا بكل من عماد الدين مرعي وايهاب درويش وحذيفة موسى، وهم من المتطوعين في مركز الصليب الاحمر اللبناني في بلدة قب الياس، فقاما بدعوتهم لمشاركتهما النزهة ، فوافقوا وركبوا بالسيارة التي كان يقودها يمين الذي توجه الى بحيرة القرعون، حيث نزل الجميع هناك واحتسوا "الويسكي"، وعندما قاربت الساعة الخامسة فجراً، عاد مارك وبرفقته الاخرين ادراجهم. وبوصولهم الى سوق الخضار في قب الياس، مرّوا بالقرب من "فان" معدّ لبيع القهوة. وكان المغدور طلال العوض يقف امامه كبائع وبداخله المغدور خليل القطان والشاهد زين العابدين كمال. توقف مارك امام "الفان" وطلب من العوض شراء البيرة، فأجابه الاخير بانه لا يبيعها، فسأله مارك مجددا ان كان لديه بيرة شرعية، فأجابه طلال بالنفي، حينها انطلق مارك بسيارته غاضباّ مسافة عشرة امتار، ثم إنعطف وعاد بإتجاه "الفان" مصمماً على القتل، وطلب من طلال تحضير كوب "نسكافيه" له، ولما سأله مارك بطريقة استفزازية عما يضعه في الكوب، ثار غضب المغدور العوض، فحصل تلاسن بينهما، وتوجه مارك بالشتائم لطلال قائلاً: "... ما يكون عندك نسكافيه"، واجابه الاخير: "...اختك..."، وشتمه مارك بالشتيمة نفسها، وهنا نزل المغدور خليل من "الفان" لاستطلاع ما يجري، وهمّ زين العابدين بالنزول، عندها قام مارك بسحب مسدسه من نوع "غلوك" من وسطه ولقّمه واطلق النار باتجاه المغدورين فقتل طلال على الفور فيما توفي خليل في طوارئ مستشفى شتورا.
ولم يحرّك من كان برفقة مارك ساكناً، وقد اصابهم الذهول، الا انهم وبالرغم من كون ثلاثة منهم من مسعفي الصليب الاحمر، لم يبادروا الى إسعاف المغدورين، إذْ ان مارك انطلق مسرعاً بسيارته، حيث سلّم كل منهم نفسه الى القوى الامنية وتم ضبط المسدس المستعمل.