في العام 1982، وفيما كانت الحرب تدور على أشدها في لبنان، هاجرت ناديا جهشان، اللبنانية الفلسطينية الأصل والمتزوجة من الطبيب ألان إسايان (من أب أرمني لبناني وأم لبنانية)، إلى بلدها الجديد فرنسا، حيث أكملت تعليمها الجامعي في السوربون في اختصاصيْSciences Politiques وSciences de l’education ، واستقرت وزوجها في مدينة Vierzon، منطقة شير، في وسط فرنسا حيث أنشآ عائلة مؤلفة من أربعة أبناء.
دخلت ناديا عالم السياسة في العام 2001 حين انتُخبت عضواً في المجلس البلدي لمدينتها، ثم ترشحت للانتخابات التشريعية عام 2007 عن الحزب الديمقراطي دون أن يحالفها الحظ.
عام 2008 خاضت معركة الانتخابات البلدية وحلت في المرتبة الثانية، ولكنها استقالت بعد بضعة أشهر عندما لم تنجح في توحيد المعارضة المنقسمة. وفي العام 2014 ترأست لائحة Pour Les Verzionnais في الانتخابات البلدية وخسرت بضعة مقاعد. وها هي اليوم تحقق فوزاً باهراً في الانتخابات النيابية بعد معركة قاسية مع مرشح الحزب الشيوعي، وهو الحزب الذي يعتبر الأقوى في منطقتها. وقد ترشحت عن الحزب الديمقراطي، المتحالف مع حزب République en Marche الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، في الانتخابات الأخيرة التي جرت بمرحلتها الثانية يوم الأحد الماضي. علماً أنها اللبنانية الوحيدة التي فازت في هذه الانتخابات من أصل تسعة وعشرين مرشحاً من أصول لبنانية خاضوا المعركة الانتخابية ولم يحالفهم الحظ.
في مقابلة خاصة مع "جبلنا ماغازين"، تشير ناديا إسايان - متحدثةً بلغة عربية جيدة - إلى أنها تبلغ اليوم التاسعة والخمسين من عمرها. وتوضح أنها ولدت في ساحل العاج وعاشت لبضع سنوات في المغرب قبل أن تنتقل مع العائلة إلى لبنان عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها. واستقرت في لبنان حتى سن الخامسة والعشرين، متلقيةً علومها في مدارس لبنان وجامعاته (جامعة الكسليك والجامعة اللبنانية).
زوجها آلان إسايان، طبيب مختص في الأمراض الداخلية ويترأس حالياً مجلس الأطباء في مستشفى Vierzon، هو من منطقة الأشرفية. وأولادهم الأربعة مسجلون في لبنان.
عن زيارتها المقبلة إلى بلد الأرز، تقول إنها ستزوره هذا الصيف.
"أزور لبنان أكثر من مرتين في السنة فهناك أقرباؤنا وأصدقاؤنا"، تؤكد ناديا إسايان، مشيرة إلى أن شقيق زوجها هو رئيس الطائفة اللاتينية في لبنان المطران سيزار إسايان، وكذلك - كما تضيف بفرح - أن قريبها نزار شمالي (ابن ابنة أختها) فاز برئاسة بلدية درعون حريصا في الانتخابات الأخيرة.
وتقول متحدثة عن لبنان: "علاقتي به فيها الكثير من العاطفة والحنين، عشت فيه في زمن الحرب وأزوره اليوم في زمن السلم ولدي الكثير من الأصدقاء الفرنسيين الذين شجعتهم على زيارته ولقد أحبوه جداً وأحبوا شعبه المضياف". وتضيف: "الشعب اللبناني قوي فهو قادر على أن يقف على رجليه بعد كل أزمة، ورغم كل الصعوبات التي يمر بها لبنان نراه شعباً يحب الحياة والفرح ويستحق العيش بسلام".
ورداً على سؤال لـ"جبلنا ماغازين"، تقول النائبة إسايان إن على المرأة اللبنانية الا تنتظر إشارة من أحد لدخول معترك السياسة، بل عليها أن تسعى بنفسها من أجل ذلك. ولقد أفرحني جداً ترشح المخرجة نادين لبكي وترؤسها لائحة في الانتخابات البلدية، ولا بأس إذا لم تربح في المرة الأولى، فيمكنها المحاولة من جديد والاستفادة من تجربتها. فوجود المرأة في السياسة وفي مراكز القرار ضروري لأنه يخلق توازناً وتوزيعاً للأدوار، إذ أن المرأة تفكر بشكل مختلف عن الرجل".
(جبلنا ماغازين)