من المعروف في الحياة السياسية اللبنانية أن حزب الله يهتم كثيرا بالجانب الإجتماعي والمناسبات الدينية التي يستغلها لنشر مفاهيمه السياسية ومواقفه اليومية.
فلا تخل أي مناسبة دينية من أي إطلالة إعلامية للسيد حسن نصر الله أو أحد القيادات فيه ليشرح موقف حزب الله من القضايا الراهنة، ومن هذه المناسبات شهر رمضان الكريم.
وقد تميز هذا العام بندرة الإفطارات الرمضانية وغياب معظمها عن برنامج حزب الله السياسي اليومي ما طرح علامات إستفهام كبيرة حول الموضوع.
إقرأ أيضا : رواية متداولة عن إعتقال وفيق صفا بتهمة الإختلاس !
فهل السبب هو الحرب الدائرة في سوريا وإنشغال حزب الله فيها ؟ أو الخطر الأمني الذي يهدد كيانات حزب الله؟ أو أي سبب آخر غير معروف؟
يجيب عن هذه الأسئلة خبراء يفهمون طبيعة حزب الله وطريقة تفكيره فيقولون أن مهرجانات حزب الله الأخيرة خصوصا مهرجان التحرير والمقاومة وهو أهم مناسبة للحزب، كان الإقبال الشعبي والجماهيري فيه ضعيف جدا على عكس السنوات الأخيرة.
إقرأ أيضا : مأدبة متواضعة لرؤساء دول غنية بعكس مآدب رؤساء العرب الفاخرة
ولم تعد مهرجانات حزب الله تحشد كما كانت من قبل لإعتبارات عديدة منها ما هو متعلق بالشق الإنمائي والخدماتي وهذا ما أظهرته نتائج إنتخابات بعلبك الهرمل البلدية التي جرت العام الماضي.
أضف أن الحصار الإقتصادي والمالي المفروض على حزب الله يجبر كيانات الحزب ودوائره على إتباع سياسة التقشف في هذه المرحلة الصعبة التي يواجهها الحزب داخل لبنان وخارجه.
وفي ظل العقوبات المالية الأميركية المرتقبة على حزب الله، تتضاعف القضية على أكثر من مستوى منها تهرب المتمولين وعدم إقترابهم من حزب الله ومؤسساته خوفا من العقوبات وهذا ما يعقد مشكلة حزب الله كونه يعتمد كثيرا على هؤلاء المتمولين.
فندرة الإفطارات الرمضانية هذا العام تطرح تساؤلا كبيرا عن واقع حزب الله المالي ومشاكله المادية.