أولاً: طاولة حوار مُحدثة
دعا رئيس الجمهورية رؤساء الكتل المشاركة في الحكومة، وهم أقطاب الطبقة السياسية في لبنان باستثناء (الإبن الضال) سامي الجميل، للإجتماع في قصر بعبدا حول طاولة حوار، وذلك لطيّ صفحة التجاذب التي رافقت مرحلة إنجاز قانون الإنتخاب المجيد، وتبويس اللحى، والإنصراف للإهتمام بخدمات المواطنين بعد أن نعموا ببركات القانون الإنتخابي، ذلك أنّه لا صفقات رابحة دون خدمات، أمّا المواطنين فينهمكون بمتابعة أخبار زعمائهم في حلّهم وترحالهم ، وصورهم الباهية وهم عاكفون على معالجة القضايا المصيرية، بانتظار المنّ والسّلوى، ولعلّها خُدعة الصبي عن اللبن، حيث لا لبن ولا خدمات ولا من يحزنون.
إقرأ أيضا : بالصورة : التلوث يصل ساحل كسروان وشاطىء الزوق وحياة المواطنين مهددة بالسرطان
ثانياً: معاوية وعمرو بن العاص لا يجتمعان على خيرٍ أبداً
لمّا قدم عمرو بن العاص على معاوية بعد أن جعل له مصر طعمة، قال له: " إنّ بأرضك رجلاً له شرفٌ وإسم، والله إن قام معك إستهويت به قلوب الرجال"؛ وهو عبادة بن الصامت. فأرسل إليه معاوية، فلمّا أتاهُ وسّع له بينه وبين عمرو بن العاص، فجلس بينهما، فحمد الله معاوية وأثنى عليه، وذكر فضل عبادة وسابقته، وذكر فضل عثمان وما ناله، وحضّه على القيام معه؛ فقال عبادة: " قد سمعتُ ما قلت، أتدريان لم جلستُ بينكما في مكانكما؟" قالا: "نعم، لفضلك وسابقتك وشرفك." قال:" لا والله، ما جلست بينكما لذلك، وما كنتُ لأجلس بينكما في مكانكما؛ ولكن بينما نحن مع رسول الله (ص) في غزوة تبوك، إذ نظر إليكما تسيران وأنتما تتحدّثان، فالتفت إلينا فقال: إذا رأيتموهما إجتمعا ففرّقوا بينهما؛ فإنّهما لا يجتمعان على خيرٍ أبداً! وأنا أنهاكما عن إجتماعكما."
إقرأ أيضا : مأدبة متواضعة لرؤساء دول غنية بعكس مآدب رؤساء العرب الفاخرة
وهؤلاء الرؤساء والزعماء لم يجتمعوا على خيرٍ أبداً، لكن يبقى المصاب أنّنا لا نملك أن نُفرّق جمعهم ونُبدّد شملهم، وما إجتماع عمرو بن العاص ومعاوية إلاّ أمرٌ يسير أمام إجتماع رؤسائنا الأفاضل.