بعد الإنقسام الذي حصل خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بين الإصلاحيين (25 مليون ناخبًا) وبين المحافظين (15 ناخبًا) وما أعقبها من الشكاوى والإعتراضات على خروقات لقانون الإنتخابات، عمقتها الهجمات الإرهابية في طهران وأثارت إنتقادات على قصور الحرس الثوري في حراسة مبنى البرلمان، إلا أن قيام الحرس الثوري بعملية انتقامية سريعة وقاسية أعاد الثقة والإطمئنان إلى المجتمع الإيراني بجميع أطيافه السياسية، ويلاحظ أن المعارضين السياسيين المغتربين علقوا على تلك العملية بكلمات الشكر والإمتنان والثناء، وغرد الصحفي المعارض البارز مسعود بهنود من منفاه في لندن: إن إطلاق تلك الصواريخ كان رسالة واضحة إلى ترامب، فإن أي تنازل أمام هذا الشخص سيجرئه على المزيد من التشدد.
وغرد السياسي الإصلاحي المعارض المبعد وزير الثقافة السابق عطاء الله مهاجراني على حسابه في تويتر: إن تلك العملية كانت أكثر من عملية إنتقامية، إنها تحمل رسالة القوة إلى الجميع.
أما الإصلاحيون في الداخل يشاركون المحافظين في الإشادة بتلك العملية بصوت موحد.
إقرأ أيضًا: صواريخ الحرس الثوري تقصف داعش في دير الزور
خارجيًا ودوليًا لفتت الصواريخ الإيرانية إنتباه جميع الوسائل الإعلامية في العالم وأصبحت عنوانًا رئيسيًا لأهم الصحف والمواقع الإخبارية في العالم سوى ثلاثة دول وهي السعودية والبحرين والإمارات التي تجاهلت هذا النبأ العظيم.
ولا نعرف سر هذا التجاهل الإعلامي، فتغطية الأحداث لا تعني المصادقة عليها كما تغطية تغطية أحداث 11 أيلول ما كان دليل الرضى على القيام بها.
وعنونت صحيفة سبوتينغ الروسية : ان داعش صُعفت حتى يسمع الآخرون دويها.
إن إطلاق تلك الصواريخ بعيدة المدى بعد ثلاثة أيام من فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري بإدراجه على لائحة الإرهاب الاميركية من قبل مجلس الشيوخ يحمل رسالة واضحة للولايات المتحدة حتى تعرف بأن الصواريخ التي تسببت في فرض العقوبات هي تلك الصواريخ التي تتمكن من ضرب تل أبيب كما تصل مداها الى أوروبا كما تصل إلى مواقع القوى المتحالفة مع الولايات المتحدة في الأراضي السورية.
إن إيران غيرت إستراتيجيتها في سوريا من الدعم الإستشاري إلى التواجد العسكري ووصلت الى مرحلة التدخل العسكري، صرح بذلك نائب رئيس أركان الحرس الثوري بالقول: لم تعد تقتصر مهمتتا الدفاعية الى داخل الحدود وسوف نستهدف أي خطر خارج الحدود، يبدو أن إيران خططت للمرحلة الجديدة عبر تعزيزاتها العسكرية في الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان قبل أربعة أيام من القيام بإطلاق الصواريخ من غرب البلاد.
إقرأ أيضًا: هل تتجه السعودية إلى مواجهة عسكرية مع إيران؟
وتوعد قائد سلاح الجو الفضاء للحرس الثوري اللواء حاجي زاده العدو بالمزيد من الهجمات بالقول: إن طهران ليست باريس أو لندن تقوم داعش بالعمليات الإنتحارية من دون أن تدفع تكاليفها مضيفًا أن تلك العملية كانت عملية صغيرة ولدينا مزيد.
قلنا بعد دقائق من تفجيرات طهران بأن طهران لديها خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب الذي بدء عبر منظمة مجاهدي خلق الإرهابية في الثمانينات والآن يعيد الحرس خبرته في القضاء على جذور الإرهاب الداعشي في المحافظات السنية وقصف مواقع الدواعش في سوريا والعراق بشكل متوازي ومتزامن.
وصل دوي تلك الصواريخ إلى الولايات المتحدة إذ أكد سفير أمريكا الأخير لدى سوريا للرئيس ترامب بلهجة تهكمية: أن ترامب يخطط لإضعاف قوة إيران في سوريا بينما اللعبة انتهت! وهم أنتصروا ونحن أخطأنا.