لم تكن تركيبة الحكومة مثالية لـ"حزب الله"، لكنها جاءت مُرْضية. وما جرى في ملف قانون الانتخاب ليس مثالياً لـ"الحزب"، لكنه خيارٌ واقعي مقبول، لأنه يتيح له الاحتفاظ بالقدرة على المبادرة.

شهد "الحزب" كل التجاذبات العنيفة التي دارت خصوصاً بين حليفَيه الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل. طبعاً، هو إلى جانب بري، لكنه تحمّل كثيراً تمادي باسيل - ممثلاً عون- لسببين:

1 - لا يريد في أيّ شكل إظهار أنه يعارض استعادة المسيحيين التوازن المفقود في الحكم.
2 - إنه مرتاح إلى أنّ الأمور مضبوطة في النهاية.

ظهر "الحزب" وكأنه يتحمّل "دلعاً" سياسياً ليس من عاداته أن يتحمّله. لكنّ مسار الملفات ينتهي دائماً ضمن دائرة الأهداف التي وضعها. وقد نجح في فرض التمديد سنةً كاملة للمجلس الحالي، وصاغ قانوناً يضمن له الموقع القوي. وبعد سنة، سيكون لكل حادث حديث.

خلال سنة كاملة سيدرس "حزب الله" كل المعطيات ويراقب التوازنات الداخلية والإقليمية. ولكن، خصوصاً، سيطلب من عون والحريري أن يدافعا عنه عربياً ودولياً، وسيفعلان. وقد أثبت "الحزب" مرّة أخرى أنه أكثر اللاعبين استراتيجية. فهو يشتغل بالجملة، فيما الآخرون غارقون في حسابات "الصوت بالطالع" و"الصوت بالنازل"!

 


الجمهورية