أولاً: عامُ الخيبات
عامٌ مضى، والمرأة اللبنانية ليست في أحسن أحوالها، فقد تفاقمت حالات العنف المنزلي، والذي غالباً ما يُؤدّي إلى مقتل الزوجة، وفي بعض الحالات قُتلت المرأة مع أحد أفراد العائلة، ولا يبدو أنّ إجراءاتٍ رادعة كفيلة بالحدّ من هذه الظاهرة الخطرة، وما لبثت أن عانت المرأة اللبنانية هذا العام من إنتقاصٍ خطير في حقوقها المدنية، فلطالما ناضلت للحصول على حقّها بإعطاء أولادها جنسيتها اللبنانية دون جدوى، وعوضاً عن أن يُنصفها قانون إستعادة الجنسية اللبنانية الممهور بخاتم الوزير باسيل، فيمنح أبناءها جنسية البلد الذي نشأوا فيه، ولا يعرفون غيره، أعطى المشترع للسيد باسيل، وطالما تبجّح بذلك، الذهاب إلى أقاصي المعمورة (مجاهل البرازيل) للبحث عن "لبنانيّين" فيمنحهم جنسية ،على الغالب، ليسوا بحاجة لها، ويحجبها عن إبن المواطنة، والذي هو بأمسّ الحاجة لها.
إقرأ أيضا : في شهر رمضان: عندما يرتدي التسول رداء الكذب والغش
وعاد المشترع اللبناني، الذي أمضى أكثر من أربع سنوات في إعداد قانون إنتخابي، فأنجزهُ بعد لأي، وأهمل إعطاء المرأة "كوتا نسائية" ،هي بحاجة ماسّة لها، كي يكون لها صوتٌ صارخٌ في بريّة الرجال ،وكي تتمكّن من إدخال تعديلات تشريعية تصون حقوقها وتصون كرامتها، لكن قبل ذلك، حصل أمرٌ غريب عندما تألّفت الحكومة الحريرية الحالية، إذ أوفد الرئيس بري إمرأة "مُحجّبة" لتجلس على طاولة مجلس الوزراء، ولم يبادر الوزير باسيل ،حامل هموم المسيحيين والمظلومين ، فيُوزّر إمرأة سافرة (ليس على سبيل الإنتقاص) ، وذلك لضمان حُسن التمثيل النسائي بين المسلمين والمسيحيين في مجلس الوزراء.
إقرأ أيضا : لماذا تُهان المرأة اللبنانية في الدراما المصرية؟
ثانياً: رسالة أم سلمة إلى عائشة
يبدو أنّ نوابنا الكرام الذين حرموا المرأة فرصة تمثيل نيابي كفُؤ، كانوا قد إطّلعوا (على ندرة مطالعاتهم) على رسالة أم سلمة ،زوجة النبي (ص) إلى عائشة أم المؤمنين ، وذلك عندما عزمت عائشة على الخروج لمحاربة الإمام علي بن أبي طالب، بعد إختياره خليفةً إثر مقتل الخليفة عثمان بن عفان، إذ نهتها عن مسيرها ذلك قائلةً: "قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكّر خفارتك فلا تبتذليها، فالله من وراء هذه الأمّة، ولو علم رسول الله "ص" أنّ النساء يحتملن الجهاد عهد إليك، أما علمت أنّه قد نهاك عن الفراطة في البلاد، فإنّ عمود الدين لا يثبُتُ بالنساء إن مال، ولا يُرأبُ بهنّ إن انصدع، جهادُ النساء: غضُّ الأطراف، وضمُّ الذيول، وقصرُ الوهازة."
هكذا، يا نساء لبنان عليكُنّ غضُّ الأطراف وضمّ الذيول وقصر الوهازة (الوهازة :الخطو البطيء ، أي المشي بخفرٍ وحياء)، ولا تنسوا عمليات التجميل، وقيل أنّ نادر صعب إستأنف أعماله بنجاح وأمان.