لا شك ان الظروف التي يعيشها الشعب اللبناني هي عند اي شعب آخربمثابة مقدمات بديهية للقيام بأوسع نهضة احتجاجية ان لم اقل ثورة حقيقية من اجل تغيير الواقع المزري الذي أوصلتنا اليه هذه الطبقة السياسية المتحكمة برقابنا منذ زمن بعيد وتُمثّل هي علّة العلل فيما نحن فيه على كل المستويات , فغني عن القول ان الشريحة الاكبر من اللبنانيين تخطت بكثير مستوى حد الفقر بفضلها , وغني عن القول ايضا ان هذه الطبقة من وزراء ونواب وحاشيتهم هي عبارة عن تجمع " لصوص كبار " لا يتقنون الا فن اللصوصية , ومن هنا وفي ظل اجواء الحراك الذي تقوده هيئة التنسيق النقابية المطالبة باقرار سلسلة الرتب والرواتب ينبري سؤال كبيرهو في الحقيقة برسم هذه الهيئة , عن السبب في عدم مساهمة بقية شرائح المجتمع اللبناني بحراكها , واكتفاء المواطن بلعب دور المتفرج وعدم الوقوف الى جانب موظفي الدولة ؟؟ وانا هنا لا اريد ان اجيب عن هذا التساؤل بل اكتفي بتوصيف واقع الحال فبغض النظر عن احقية المطالب او عدمها وعن استنسابية التوقيت وغيره الا ان هناك حقيقة لا يجب التغاضي عنها او القفز فوقها وهي نظرة المواطن العادي " خارج نعيم الملاك " لجيش الموظفين بصورة عامة والتي تعتبر ان موظف الدولة ايضا ان هو الا " لص صغير " وضعه سيده تحت مائدة مالية الدولة ليرمي اليه شيئا من فتات ما يتنعم هو به فوقها وليستعمله في اوقات الشدة او لاعادة انتخابه مرة بعد مرة ولو كنت انا لا اتبنى هذه المقاربة الا انه لا يسعني ان انكر ان اداء الطبقة السياسية جعلت منه امر اقرب الى الواقع ذلك بفضل " دحش " كم لا يستهان به من اعداد موظفي القطاع العام لا شغل عندهم الا قبض رواتبهم اخر الشهر او تقديم مساعدات مرضية بهدف تحسينه , وما قطاع التعليم الرسمي ببعيد عن هذه الاجواء ( ولعل هذا ما يفسر تدني المستوى التعليمي خاصة في المراحل الابتدائية كما هو ظاهر ), وطبعا هذا لا يعني عدم وجود شرفاء واصحاب ضمائر في هذا القطاع الا انهم وبكل اسف يعتبرون استثناء لا اصل , ومن هنا فان المواطن العادي المسكين والمتطلع بأمل لنهضة اصلاحية تشمل الاسس الاقتصادية المهترئة التي تساهم في افقاره يوميا لا نجده يتلمسها في هذا الحراك النقابي الحالي بل لعل الاصعب بالموضوع هو نظرة التشكيك والريبة من هذا الحراك بوصفه محاولة من "لصوص صغار" يسعون الى تجميع بعضهم البعض علّهم يتحولون الى ما يشبه "اللص الكبير ", وما السلسلة هذه الا كواحدة من الصفقات المشبوهة التي يسمع عنها المواطن يوميا بدون حسيب ولا رقيب , فلم يستطع صراخ حنا غريب او غيره من ازاحة هاجس ان تمويل هذه " السلسلة الشريفة" سيكون على حسابه وحساب اولاده لاننا نعرف جيدا وتعرف الهيئة جيدا استحالة ان يسمح اولئك اللصوص الكبار لاحد ان يمد يده على " الخرج " , وبالتالي فان الامور آخذة الى احد الاتجاهات الثلاثة, اما بقاء هيئة التنسيق في الشارع الى ما شاء الله مع اولادنا الطلاب طبعا , واما ما نرجوه من رفع سقف المطالب من مجرد سلسلة الى المطالبة باصلاحات اقتصادية وسياسية عامة يستفيد منها كل فقراء الوطن وتؤسس لربيع لبناني , ,, واما تمويل لن يزيد الا افقار المواطن العادي خاصة ,وهذا ما نخشاه كي لا تتحول بذلك هيئة التنسيق الى مجرد ,,,, لص اضافي !!!