في التقرير الذي نشره موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي، لفت الكاتب إلى أنّ كوراني اتُهم بمراقبة عدد من الأهداف، بما فيها أفراد مرتبطون بالجيش الإسرائيلي، متخوّفاً من أنّ تؤدي المعلومات التي أوصلها إلى "حزب الله" إلى هجمات في المستقبل، وقال: "يبدو أنّ كوراني لعب دوراً في التخطيط للضربة الانتقامية التي طال انتظارها".
في تحليله عن التفاصيل التي كشفتها وزارة العدل الأميركية، رأى ويست أنّ الأهداف التي راقبها كوراني تعكس تركيز "حزب الله" على الإسرائيلية منها، مشيراً إلى أنّه زوّده بمعلومات على شكل وثائق وبطاقات ذاكرة عن عناصر في الجيش الإسرائيلي في نيويورك من العام 2009 إلى 2015. كما أوضح الكاتب أنّه اشترى كميات كبيرة من أكياس ثلج تُستخدم للإسعافات الأولية من شركة صينية، وذلك لاحتوائها على نترات الأمونيوم، وهي المادة التي استخدمت لاحقاً في استهداف سياح إسرائيليين في قبرص في العام 2012.
في ما يتعلّق باللبناني-الأميركي سامر الدبق (27 عاماً)، المشتبه فيه الثاني الذي ألقت السلطات الأميركية القبض عليه في ميشيغان، أكّد الكاتب أنّه سافر عدة مرات إلى بنما لمراقبة السفارة الإسرائيلية، كاشفاً أنّه راقب آنذاك السفارة الأميركية وتفحّص التدابير الأمنية المتخذة حول قناة بنما.
وفيما زعم ويست أنّ كوراني جمع معلومات حول مبنى حكومي أميركي في مانهاتن ومنشأة للحرس القومي في نيويورك وتفحص التدابير الأمنية في مطار كينيدي الدولي، ألمح إلى أنّ ضلوع الشابين اللبنانيين في عشرات المخططات في 5 بلدان على الأقل دلالة على انتشار وتعددية أهداف "حزب الله".
الكاتب الذي تخوّف من ضرب "حزب الله" مجموعة من الأهداف الدولية الحساسة "عندما تستدعي الحاجة"، اعتبر أنّ احتجاز السلطات الأميركية للشابين اللبنانيين يخدم مصالح الحزب، إذ نقل عن كوراني قوله لمكتب التحقيقات الفدرالي: "تهدف أنشطة "حزب الله" أحياناً إلى توجيه رسالة سياسية". وعليه، رأى ويست أنّ التهديدات في هذه الحالة تكون فعالة مثل الهجمات.
في ما يختص بالمهارات التي اكتسبها كوراني والدبق اللذين يُشتبه في أنّ "حزب الله" شغّلهما في منتصف الألفين، تحدّث ويست عن سفر الأول عدة مرات إلى لبنان حيث التقى بمعدّيه وتعلم أصول القتالية ومغادرته إلى الولايات المتحدة الأميركية في العام 2006 بعدما دمّرت غارة إسرائيلية منزله، كما وتطرّق إلى التدريبات التي تلقياها ومنها استخدام الأسلحة والقيام بأعمال مراقبة ومراقبة مضادة. إلى ذلك، أكّد الكاتب أنّ "حزب الله" لم يكتف بتدريب كوراني والدبق على صناعة الأجهزة المتفجرة من مواد جاهزة ومتوفرة مثل نيترات الأمونيوم فحسب، إذ علّمهما حساب شعاع الانفجار وتفجير القنابل عن بعد.
ختاماً، خلص ويست إلى أنّ الاتهامات الموجهة ضد كوراني والدبق تشبّه عمل "حزب الله" بالأجهزة الاستخباراتية الرسمية، متحدّثاً عن استغلاله قدرات عناصره لإحراز الفوز السياسي، ومشدّداً على أنّه يحقق أهدافه عبر التأكيد لأعدائه أنّه يراقب وينتظر.
("لبنان 24" - Stratfor)