ورد في صحيفة "الأخبار" أنه على عكس باقي المسلسلات اللبنانية التي غرقت في سيناريوات العشق، تطرّق "ورد جوري" (يومياً 20:30 على lbci) إلى قضية اجتماعية حساسة، بعيداً عن حكايا الحب والغرام والانتقام. هذا ما لاحظه المشاهد عندما تابع الحلقة الأولى من العمل، متوقعاً أن يجذبه المشروع. فقد قرّرت كلوديا مارشيليان أن تمشي بين الألغام حين فتحت ملفّ الاغتصاب.
كان متوقعاً أن تكتب مارشيليان مشروعاً تطغى عليه الحبكات المشوّقة، ولكن العمل جاء أقلّ من عادي، يشبه المسلسلات التركية والمكسيكية التي تدور حول نفسها، وتقع أرضاً في النهاية. لا يمكن القول إنّ "ورد جوري" يصنّف ضمن الأعمال اللبنانية الناجحة في رمضان، فقد جاءت معالجته للاغتصاب تائهة وسطحية. سيناريو ضائع حول القضايا التي سيلقي الضوء عليها، فكان المسلسل كوكتيل مشاهد صيغت ضمن مسلسل واحد.
مع ذلك، لا يمكن إلا توجيه تحية لكاميرا المخرج سمير حبشي الصادقة التي فنّدت المشاهد بحرفية ودقّة، وهذا الامر ليس جديداً عليه. كاميرا مريحة، جذابة في المشاهد التي التقطت بين البحر والطبيعة وبعض الاحياء الفقيرة.
في الحلقة الأولى من "ورد جوري"، نتعرّف إلى روان (ستيفاني عطاالله)... فتاة تحبّ الحياة وتطمح إلى أن تكون طبيبة، لكن الصدف تشاء أن تتعرّض للاغتصاب من قبل شابين أحدهما يدعى روي. بداية قوية من ناحية الأحداث، لكن مشهد الاغتصاب كان باهتاً، مع العلم بأنه بمثابة النقطة المحورية في العمل الدرامي. لم تنجح ستيفاني التي دخلت التمثيل أخيراً وأوكل إليها أهمّ محرّك في المسلسل، أن تقدّم المشهد بالزخم والكثافة المطلوبين. روان ليست وحيدة والديها، بل لديها شقيقة تدعى جوري (نادين الراسي)، صاحبة شخصية قوية تحاول تحصيل حقّ شقيقتها من المجرمين. لكن والدها (أسعد رشدان) يفضّل لفلفلة الموضوع، منعاً لـ"الفضيحة"، وطلباً لـ"السترة". مصطلحات خارجة من صلب مجتمعنا وواقعه. على الضفة الأخرى، يتعرّف المشاهد إلى مالك (عمّار شلق) حبيب ميرنا (رولا حمادة) والدة روي الذي اغتصب الفتاة. رجل يعرف الحقّ ويقف الى جانب الفتاة المغتصبة. لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن يغرم مالك بجوري ويقلب موازين المسلسل. على الجهة نفسها، بدت رولا باردة بدور الأم المفجوعة بابنها الذي يغتصب فتاة. لم تقنع محبّيها بأدائها، مع العلم بأنها تلمع بدور الأم دائماً. أما عمّار، فكان دوره يتطلّب هدوءاً في ردود فعله. من جانبها، كانت نادين الراسي تبالغ كالعادة بمشاهد البكاء والصراخ. لعل الدور الأبرز والأقرب إلى الواقع هو أسعد رشدان الذي لبس دور الأب المفجوع الذي "يعضّ" على جرحه. باختصار، في المعالجة التفصيلية لـ"ورد جوري"، نجد أنه وعد المشاهدين بعمل اجتماعي واقعي، ربما يحدث منعطفاً في الدراما اللبنانية. لكن مع تتابع حلقاته، تاه المسلسل عن قضيّته الأساس، و"ضاعت الطاسة"!