وتقول الصحيفة إنه ما إن عاد ترامب إلى واشنطن حتى بدأ الانقسام كبيراً، بعد أن قررت دول السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر؛ مقاطعة قطر وفرض حصار عليها؛ بسبب اتهامها بدعم التطرف الإسلامي وعلاقتها مع إيران، وأيضاً رفضها دور قناة الجزيرة، بحسب الدول التي فرضت الحصار. الأكثر أهمية من كل ذلك هو تعامل إدارة البيت الأبيض مع الأزمة والتي أظهرت ارتباكاً واضحاً.
كان دور إدارة ترامب منذ البداية مرتبكاً، فعلى الرغم من أن قطر تستضيف قاعدة أمريكية هي الأكبر في المنطقة، وهناك العديد من فروع الجامعات الأميركية، فإن ترامب بدا كأنه قد "ركب عربة السعودية والإمارات في حصارهم لقطر"، تضيف الصحيفة.
أثار موقف ترامب تساؤل العديد من المراقبين؛ فلدولة قطر علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكانت شريكاً أساسياً في محاربة الإرهاب.
يقول ستيفن كوك (من مجلس العلاقات الخارجية): إن "سياسة قطر لا تختلف عن سياسات حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، جميع الدول لديها سجل مشكوك فيه بمجال حقوق الإنسان، وبعضهم معروف عنهم أنهم حواضن لجماعات متطرفة، من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة، إلا أن هذا ما يحدث بالضبط في الشرق الأوسط".
بعض المراقبين يعتقدون أن الدافع الحقيقي للخطوة السعودية-الإماراتية ضد قطر هي قناة الجزيرة "التي احتضنت النضال الديمقراطي في العالم العربي".
ديفيد هيرست، المحرر في شؤون الشرق الأوسط، قال للصحيفة: إن "السعودية والإمارات لم تكتفيا بإغلاق وسائل الإعلام التابعة لقطر؛ وإنما تريدان إغلاق كل وسيلة إعلام يمكن أن تشكل إزعاجاً لأنظمتهم".
التعامل الأميركي مع الأزمة الخليجية كان مرتبكاً؛ فقد ظهر وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، متوافقَين إزاء ما يجري، وهو أهمية تهدئة الأمور وليس التصعيد، وهو ما ظهر جلياً بالاتفاق الذي تم توقيعه الأربعاء، بين قطر وأميركا لشراء 36 طائرة إف15 بقيمة 12 مليار دولار.
في مقابل ذلك، كانت تصريحات ترامب معضلة بالنسبة للساسة بالبيت الأبيض؛ فقد علق أكثر من مرة على الأزمة وفي كل مرة كان يسبب حرجاً للسياسة الخارجية الأميركية.
يقول جوش روجين، المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: إن "الجميع يؤخذ على حين غِرّة بتصريحات ترامب، فالمعضلة الدبلوماسية التي تواجه واشنطن اليوم هي معضلة في أعلى الهرم السياسي؛ إذ يجب أن يُترك المجال أمام وزير الخارجية للعمل، فتيلرسون لديه خبرة طويلة في التعامل مع قطر والخليج، إنه يؤمن بأن قطر شريك موثوق به يدعم بشكل جيد العمليات العسكرية الأميركية؛ ومن ثم فإن الحجة التي يتحدث بها خصوم قطر لا مكان لها".
وتنقل "الواشنطن بوست" عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن التخلي عن قطر "قد يترك مساحة لإيران لاستغلالها"، وهو ما عبّر عنه أيضاً وزير الخارجية الألماني زيجمار غابريل، الذي رفض تعليق ترامب على الأزمة الخليجية، معتبراً أن تصريحات ترامب تؤدي إلى تصعيد الأزمة لا حلها، وأن النهج "العنيف" للسعوديين والإماراتيين ضد قطر يشكل خطراً كبيراً على الشؤون الإقليمية.
(الخليج أونلاين)