بينما تعيش المنطقة مجموعة من الأزمات ويعيش العراق حربًا مع داعش، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قبل أيام عن نية الإقليم بإجراء إستفتاء على الإستقلال قريبًا لإطلاع العالم على إرادة الشعب الكردستاني وحقه في تقرير مصيره.
سبقت تركيا في التعبير عن سخطها تجاه فكرة الإستفتاء تلك وعبّرت عن أن إعلان نية الإستفتاء بأنه ارتكاب لخطأ تاريخي، ثم أتبعها إيران بأن تلك الفكرة خرق للإطار القانوني العراقي وتسّبب مشاكل جديدة.
إقرأ أيضًا: مأزق آل ثاني الجيوبوليتية
بطبيعة الحال رحّب الصهاينة بتلك الفكرة تأكيدًا لما صرح به نتنياهو سابقًا من أن الإستقلال حق للشعب الكردي، ويقول مئير جاودان فر أستاذ جامعة هرتسليا في إسرائيل: من المهم جدًا بالنسبة لإسرائيل أن يؤسس بلد غير عربي في المنطقة، فإننا نشترك مع الأكراد في الكثير من النقاط حيث إننا (إسرائيل) أقلية غير عربية تعرضنا لهجمات الدول العربية خلال السنوات والعقود الماضية ونعرف أن عددًا من الدول العربية المتحالفة مع إيران لن ترحب بإستقلال كردستان، ستكون نتيجة تلك الاستفتاء لمصلحة إسرائيل لو وافق الشعب على الإستقلال، ذلك لأن إستقلال كردستان يضر لمصلحة إيران وسوف تجد إسرائيل شريكة إقتصادية وسياسية جديدة لها في منطقة الشرق الأوسط الحساسة.
الكرد شعب موزع في أربعة دول وهي إيران وتركيا والعراق وسوريا يحلم دولة قومية منذ 150 عامًا على الأقل ولكنه لم يتكمن من تحقيق حلمه وباءت محاولاته للإستقلال أو الحكم الذاتي بالفشل.
إقرأ أيضًا: الأم تيريزا الإيرانية أفرجت إيران عنها من سجون الهند
الدول الأربع مجمعون على الحؤول دون تحقيق حلم الأكراد بالاستقلال وتم قمعهم في إيران عند ما طالبوا بالحكم الذاتي قبل أربعة عقود تقريبًا، كما تجاهلت تركيا القومية الكردية تاريخيًا وإعتبار الأكراد، أتراك الجبال! كما حرمت سوريا الأكراد من الحصول على الجنسية السورية متجاهلة حقهم في المواطنة.
نتيجة ذلك الإستفتاء واضحة منذ الآن، ولكن تكوين دولة ذات سيادة جديدة يحتاج إلى مجموعة من العوامل الملائمة والمساعدة ويبدو أن تحقيق حلم أكراد العراق بالإستقلال متعذر في ظل الرفض الإيراني- التركي، ان إستقلال كردستان العراق ربما يكون أمرًا مريحًا بالنسبة للعراق العربي ويخلصه من أعباء كثيرة ولكن لن يكون مريحًا لا لإيران ولا لتركيا، نعم إن مثل هذا الإستفتاء يزيد شعبية الزعيم الكردستاني مسعود بارزاني ولكن لن يمنح الأكراد شيئًا.