أفاد ناشطون في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بأن نظام الأسد وإيران بدأا خلال الفترة الماضية بتشكيل مليشيا جديدة من أبناء العشائر العربية في منطقة الجزيرة السورية
وأنشئت المليشيا الجديدة، التي أطلقت تحت مسمى "الحشد الشعبي السوري"، بحجة المشاركة بجانب قوات النظام والمليشيات الموالية له في محاربة تنظيم الدولة في المنطقة الشرقية.
وقال الناشط الإعلامي وعضو "شبكة الخابور"، باسم فاضل الخضر، إن نظام الأسد أعلن قبل أيام، وبدعم إيراني في مدينة القامشلي، الخاضعة بمعظمها لسيطرة الوحدات الكردية، والتابعة لمحافظة الحسكة، عن تشكيل الحشد الشعبي السوري، حيث تم تعيين علي حواس الخليف قائدا عاما له.
وأضاف لـ"عربي21" أن الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبي السوري تم بشكل رسمي، وبحضور مجموعة من الشخصيات الاجتماعية، "ممن اشتهروا بتأييدهم للنظام وموالاتهم لإيران"، مشيرا إلى أن تسمية الحشد الشعبي السوري جاءت على غرار الحشد الشعبي العراقي.
وأكد الخضر أن "تأسيس الحشد تم بأوامر ودعم إيراني، حيث أشرف على التشكيل بشكل مباشر الحاج جواد، الذي قدم إلى سوريا مع المليشيات الإيرانية لقمع الثورة السورية، وقام بتعيين علي حواس الخليف قائدا عاما للحشد في القامشلي ونواحيها، الذي عُرف بتأييده للنظام وميوله الشيعية لإيران"، وفق تأكيده.
وأوضح الخضر أن أبرز المهام التي أوكلت لهذا الحشد تأسيس مراكز لتدريب المقاتلين على استخدام الأسلحة وخوض المعارك، "حيث أصدر قائده العام، الخليف، عفوا عن العناصر الذين انشقوا عن صفوف قوات النظام، شرط أن ينضموا إلى الدورات العسكرية التي سيجريها الحشد، والقتال إلى جانب مقاتليه".
ولفت الخضر إلى أن أهم مقرات الحشد التي تم إنشاؤها في مدينة القامشلي تقع على مقربة من مقرات للوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د)، موضحا أن "العناصر المنتمين للحشد يتجولون في مناطق سيطرتها، ويتجاوزون حواجزها بأسلحتهم، دون أدنى اعتراض من قبل عناصر الوحدات الكردية"، بحسب قوله.
من جهته، قال المسؤول العام لـ"الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة"، نواف الركاد، إن "نظام الأسد وحليفته الكبرى إيران يسعيان إلى خلق مليشيا جديدة قوية في الجزيرة السورية؛ لتكون عونا وظهيرا للحشد الشعبي في العراق، من أجل تسهيل دخول الحشد العراقي إلى مناطق الجزيرة في الحسكة ودير الزور والرقة، وذلك استباقا لأي احتمال لدخول ناتو عربي"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21" أن المعركة الاستراتيجية الكبرى ستكون للسيطرة على المنطقة الشرقية والصحراء السورية والبادية، "ضمانا لاكتمال تشكل البدر الشيعي، المعروف في أدبيات المراجع الشيعية الموالية للنظام الإيراني".
ويرى الركاد أن نظام الأسد لا يثق كليا بمنظومة "ب ي د"، بعد تعاونها مع الولايات المتحدة؛ "لذا فهو يحتاج إلى إعادة ترميم جبهته وقوته في منطقة الجزيرة السورية، وصولا إلى الاستغناء الكامل عن المليشيات الكردية، وهذا أمر بالغ الخطورة والحساسية الجيوسياسية على أمن المنطقة برمتها، لما يحمله من دلالات لا تقتضي الإجهاز على الثورة السورية فحسب، بل دق عظام الحاضنة السنية في بلدان الشرق الأوسط"، على حد وصفه.
عبد الرزاق النبهان