لكن عندما يخسر توازنه ويفقد السيطرة على الأمور، فإنها تصبح سيّئة جداً وتُلحق الضرر بأهمّ وظائفه وأعضائه. ولعلّ أهمّ نوع شائع جداً بين الأشخاص لكن من دون علمهم، ما يُعرف بالـ»Candida Albicans». فما هو تحديداً؟ وكيف يمكن ردع انتشاره؟عرّفت اختصاصية التغذية ناتالي جابرايان الـ«Candida Albicans» بأنه «عبارة عن نوع من الفطريات يعيش في الجهاز البولي التناسلي، والفم، والحلق، والأمعاء. وفقI”Rice University”، 70 في المئة من البشر لديهم الـ«كانديدا» في أمعائهم، وهي نسبة عالية لكنها بشكل عام غير مؤذية خصوصاً عندما تكون المناعة قويّة في هذه المنطقة بفضل بكتيريا البروبيوتك. لذلك يجب عدم القلق في مثل هذه الحال لأنّ الجسم سيُحاربه طبيعياً بعيداً من أي مخاطر».
واستكملت حديثها لـ«الجمهورية» قائلة: «أمّا عند انتشاره في الجسم، فيؤدي إلى عدم توازن الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة في الأمعاء، ما يؤثر سلبياً في المناعة وطريقة هضم الطعام وامتصاص المعادن. يمكن للـ«كانديدا» أن يفرز 79 نوعاً مختلفاً من المواد التي تؤثر سلبياً في الجسم، بما فيها حامض اليوريك وسمّ يُصيب الجهاز العصبي. إستناداً إلى «International Agency for Research on Cancer»، من المحتمل جداً أن تسبّب هذه المواد السامّة السرطان مستقبلاً».
أسبابه وأعراضه
وعن أسباب حدوث هذه المشكلة، أوضحت جابرايان أنها قد ترجع إلى «ضعف المناعة الذي يحدث على سبيل المثال بسبب السرطان أو الايدز، والإفراط في تناول المضادات الحيوية الذي يؤدي على المدى البعيد إلى قتل البكتيريا الجيدة في الأمعاء، وبالتالي إنتاج بكتيريا سيّئة وتسهيل نمو الـ«كانديدا»، وتناول أطعمة غنيّة بمادة السكر المسؤولة عن تغذية هذا النوع من الفطريات، والتعرّض لتوتر مُزمن يؤدي إلى خفض المناعة وارتفاع نسبة السكر في الدم، وتناول حبوب منع الحمل لغناها بالإستروجين الذي تبيّن أنه قد يزيد الفطريات، والتعرّض للكيماويات كالكلورين والفلور، ومعاناة مشكلات السكري».
ولفتت إلى أنّ أعراض انتشار الـ«كانديدا» تكون «مشابهة لمشكلات أخرى صحّية كالنفخة، وعسر الهضم، والغازات، والكآبة، والتعب المُزمن نتيجة عجز الجسم عن امتصاص المعادن التي يحتاج إليها بفاعلية، وعدم القدرة على التركيز، وظهور بقع بيضاء على اللسان، وحساسية الطعام، والتهابات الجيوب الأنفية، وعدوى في الأظافر والجلد، والتهاب المفاصل».
خطط لا غنى عنها
وكشفت وجود 3 خطط علاجية يجب عدم تجاهلها:
• تعديل الغذاء وتفادي استهلاك السكر، والأطعمة المصنّعة، والسكاكر، والصودا، والحمّص، والذرة، والبطاطا، والشمندر، والبالميتو.
• إستخدام مضادات طبيعية للفطريات كزيت جوز الهند، وزيت الأوريغانو، ومستخلص بذور الـ«Grapefruit»، والثوم، وزيت الزيتون، والبصل، والأعشاب البحرية، والزنجبيل، والحامض، والفلفل الأحمر، جنباً إلى العقاقير التي يصفها الطبيب.
• التركيز على مصادر البروبيوتك، كالكفير واللبن، لزيادة البكتيريا الجيّدة في الأمعاء.
وقبل الاستعانة بالغذاء المُضاد للـ«كانديدا»، شدّدت خبيرة التغذية على ضرورة البدء أولاً بعملية تنظيف الجسم تدوم عادةً من بضعة أيام إلى أسابيع، وتكون مُشابهة للـ«Detox» ولكنّ الفارق بينهما أنها تخلو من السكر والنشويات:
• التركيز على الخضار النيئة أو المطبوخة على البخار كالأرضي شوكي، والهليون، والبروكلي، والكرفس، والملفوف، والخيار، والباذنجان، والبصل، والـ«Kale»، والثوم، والسبانخ، والبندورة، والكوسا. أمّا في الفاكهة فنجد الأفوكا والحامض. فضلاً عن ضرورة الطبخ بواسطة خلّ التفاح، وزيت جوز الهند، والأعشاب، والبهارات، والدهون الجيّدة. يُذكر أنّ هذه الخطّة يجب أن تدوم ليومين فقط.
• أمّا الخطة الثانية فتدوم 3 أيام إلى 4 وتهدف إلى حذف الحبوب، والسكر، والنشويات، والكحول، والشمندر، والبطاطا، والذرة، والبالميتو، في مقابل التركيز على الخضار العضوية الطازجة.
• في حين أنّ الخطّة الثالثة التي يجب التزامها إلى أقصى وقت ممكن لشفاء كلّي من هذه المشكلة، ترمز إلى غذاء الـ»كانديدا» حيث يمكن تناول أي طعام كاللحوم، والدجاج، والسمك، ومجموعة خضار وفاكهة، في مقابل خفض شديد للخبز والمعكرونة والأرزّ.
الغذاء المضاد للـ«كانديدا»
وسلّطت جابرايان الضوء على أهمّ خصائص الغذاء المضاد للـ«كانديدا»:
• عدم تناول الخضار النشوية أكثر من مرّة إلى اثنتين في الأسبوع، وتفضيل نظيراتها غير النشوية كالأرضي شوكي، والهليون، والبروكلي، والملفوف.
• الإستعانة بالزيوت الصحّية بما فيها بذور الكتان ودوار الشمس، وبعض منتجات الحليب كالكفير واللبن.
• إستخدام الحبوب غير النشوية كالحنطة السوداء والكينوا والشوفان، والمكسرات كجوز الهند واللوز وبذور الكتان ودوار الشمس.
• إستهلاك البروتينات الصحّية كالدجاج، واللحوم، والسمك، والبيض، والحبش، والسلمون، والسردين.
• اللجوء إلى البهارات كالقرنفل والقرفة والخلّ والزنجبيل والبابريكا والكركم، والمُحلّيات غير السكر كالستيفيا، والأطعمة المخمّرة كالزيتون واللبن، والسوائل كالمياه المصفّاة وشاي الأعشاب والقهوة المنزوعة الكافيين.
• تجنّب الفاكهة الغنيّة بالسكر كالموز والخرما والبلح والعنب والمانغو والرمان، والفاكهة المعلّبة، والحبوب كالقمح والشعير، والأطعمة المصنّعة المشتقة من لحم الخنزير، والمِحار والتونة والقريدس، وبعض مصادر الألبان كالحليب والكريما والجبنة ومصل اللبن، وزبدة المكسرات بمختلف أشكالها، والصلصات كالكاتشب والمايونيز والخلّ الأبيض والبابريكا والزبدة، والسكر العادي وبدائله كالأسبرتام وشراب الذرة والعسل والقيقب والدبس.
وبالنسبة إلى السوائل، يجب تفادي العصائر وكل ما يحتوي الكافيين كالشاي الأسود والأخضر والقهوة والصودا ومشروبات الطاقة، جنباً إلى مختلف أنواع الكحول.
وأشارت جابرايان إلى «عدم وجود قاعدة عامة لإعادة إدخال الأطعمة، إنما المطلوب مراقبة طريقة استجابة الجسم. لكن من الضروري إدخال المأكولات الممنوعة ببطء، أي طعام واحد في كل مرّة وعندها تتم مراقبة ردات فعل الجسم عليه».
ودعت إلى «التحلّي بوعي أكبر إزاء هذه المشكلة التي يجب عدم الاستهتار بها، فمن خلال إجراء اختبار غير مُكلف يقتصر على أخذ عيّنة من الدم وإرسالها إلى المختبر، يمكن معرفة النتيجة وعندها وصف الغذاء المعالج للـ«كانديدا» والمُضاد لانتشاره».