بعدما أعاد الكاتب في صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية سيمون كير سبب اندلاع الأزمة القطرية-الخليجية إلى فدية المليار دولار التي تردد أنّ الدوحة دفعتها إلى جماعة مرتبطة بـالقاعدة ورجال أمن إيرانيين لتحرير 26 فرداً من العائلة الحاكمة جرى اختطافهم في العراق على يد كتائب حزب الله أثناء قيامهم بصيد طائر الحبارى في كانون الثاني من العام 2015، نشر تقريراً بالاشتراك مع إريكا سولومون كشف فيه تفاصيل جديدة عن هذه الرحلة المشؤومة
 

في التقرير الذي حمل عنوان "فرقة صيد الصقور القطرية: عندما تحوّل الصيادون إلى مصطادين في العراق"، تحدّث الكاتبان عن ولع الشيوخ العرب بصيد الحبارى، فأكّدا أنّهم مستعدون للمخاطرة بالوقوع في الأفخاخ والتعرّض للخطف وضربات الصواريخ من أجل ممارسة هوايتهم هذه.

في هذا السياق، أوضح الكاتبان أنّ الصيادين يهبطون بطائراتهم الخاصة وينصبون الخيم المكلفة ويقودون المركبات المدرّعة ويستخدمون صقوراً تقدّر قيمة الواحد منها بـ100 ألف دولار أميركي لاصطياد الطير الجارح الأحب إلى قلوبهم: الحبارى.

عن هذا الطائر، لفت الكاتبان إلى أنّ الصيادين باتوا يسافرون إلى باكستان وأفغانستان والعراق بعدما أدى الإفراط في اصطياده في شبه الجزيرة العربية إلى شبه انقراضه، مشيريْن إلى أنّ البعض يعتقد أنّ تناول لحمه يثير الشهوة الجنسية.

وبالعودة إلى رحلة الصيد المشؤومة، نقل الكاتبان عن بيان أرسلته الحكومة القطرية للصحيفة قولها إنّ قيمة الفدية أقل بكثير مما تردّد، وتشديدها على أنّها دُفعت للحكومة العراقية لضمان تحرير الرهائن الذين ينتمي 9 منهم إلى عائلة آل الثاني الحاكمة.

في هذا الإطار، نقل الكاتبان عن شخص مقّرب من المجموعة تأكيده أنّ أفرادها أدركوا أنّهم كانوا يخاطرون أثناء قيامهم بهذه الرحلة وتوضيحه أنّه تم تنسيقها بدقة مع وزارة الداخلية العراقية، التي يُعتقد أنهاّ مخترقة إيرانياً.

إلى ذلك، نقل الكاتبان عن مصدر يتواصل مع الرهائن السابقين قوله إنّ الحراس العراقيين الذين رافقوا المجموعة هربوا عندما بدأ تنفيذ عملية الخطف، وإشارته إلى أنّ هبوط طوافات في مكان قريب أوحى بأنّ لإيران أو العراق يداً فيها.

وفي حين أكّد قادة المجموعات المسلحة العراقية أنّ الرهائن نُقلوا من العراق إلى إيران، كشف المصدر أنّهم احتُجزوا تحت الأرض في المنطقة الخضراء حيث حصلوا على كميات قليلة من الطعام والأدوية وعانوا نفسياً.

ختاماً، ذكّر الكاتبان أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتورّط فيها صيادون خليجيون في نزاع إقليمي، إذ كشف للكاتب ستيف كور أنّ وكالة الاستخبارات المركزية تعقّبت أثر أسامة بن لادن حتى رصدته في مخيم صيد تابع للعائلة الإماراتية الحاكمة في شباط العام 1999، مؤكداً أنّها درست إمكانية استهدافه بصواريخ "كروز"، إلاّ أنّها عدلت عن الفكرة خوفاً من اندلاع خلاف ديبلوماسي في حال إصابة الإماراتيين.

 

 

("لبنان 24" - Financial Times)