كتب فادي عيد في صحيفة "الديار": يبدو أنه سهى عن بال السلطات السياسية جراء انشغالها بمشروع قانون الإنتخاب أن أكثر من تحدي ينتظر لبنان في الأسابيع القليلة المقبلة، وفي مقدمها قانون العقوبات الأميركية ضد "حزب الله". وتكشف مصادر نيابية في هذا الإطار، أن الإدارة الأميركية الجديدة تقرأ موقف الدولة اللبنانية إزاء دور "حزب الله" في سوريا، كونها تعتبر أن الحزب يشكّل جزءاً من السياسة الإيرانية. وأضافت أن الإدارة السابقة كانت تقرّ بدور لبنان في مكافحة الإرهاب، وفي إيواء النازحين السوريين، خلافاً لما تراه إدارة دونالد ترامب، التي لا تركّز إلا على علاقة الدولة اللبنانية بكل مؤسّساتها بالحزب.
وتابعت الصحيفة: من هنا، فإن الإدارة الأميركية الحالية، ترى أن العقوبات المالية هي الأسلوب الوحيد للتعاطي والضغط على الحزب، بينما الإدارة السابقة كانت تدرك أن العقوبات ستؤدي إلى مواجهة وصدام مع إيران في لبنان، كما أوضحت المصادر التي لفتت إلى أن الكونغرس يتناغم في الموقف مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما جعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للديبلوماسية اللبنانية، وبات يستدعي التواصل بشكل مكثّف مع الإدارة الأميركية للعمل على تخفيف حدة هذا التشدّد، وهو أمر ممكن.
وحذّرت من خطورة القانون الذي يجري العمل عليه في الكونغرس، والذي جرى التمهيد له من خلال الإستماع إلى شهادات لأربعة مسؤولين أميركيين من بينهم شخصية مسؤولة عن ملف المساعدات للجيش اللبناني منذ سنوات، وهي أوضحت لأعضاء الكونغرس، أنه على واشنطن استمرار دعمها للدولة اللبنانية وللجيش اللبناني.
ولكن، على الرغم من ذلك، فإن ميزانية المساعدات المحدّدة للبنان للعام 2018 تراجعت إلى النصف، كما قالت المصادر نفسها، والتي كشفت أن الوفد النيابي الذي زار العاصمة الأميركية أخيراً، تلقى وعوداً بإمكان التعويض عن هذا النقص.
كذلك، أعربت المصادر عن قلقها إزاء تخفيض التمويل الأميركي لـ"اليونيفيل" في لبنان مقابل استمرار هذا التمويل لـ"اليونيفيل" في الجولان وسيناء وجنوب السودان. ولفتت إلى أن هذا "التقشّف" الأميركي تجاه لبنان قد طاول المساعدات المخصّصة للمجتمع المدني التي تراجعت أيضاً بنسبة 75%، أي من 66 مليون دولار أميركي إلى 22 ملياراً. وكل هذه المعطيات، تابعت المصادر ذاتها، تشكل انطباعاً واضحاً للإتجاه الذي ستسلكه تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، وذلك بمعزل عن استمرار الدعم من قبل بعض المسؤولين في هذه الإدارة.
واعتبرت أن هدف هذا الضغط هو دفع الحكومة إلى اعتماد سياسة صارمة تجاه الحزب، وبالتالي، فإن لبنان مقبل على أشهر في غاية الصعوبة، بحسب المصادر عينها، والتي لفتت إلى أن الأميركيين يضغطون لتحجيم دور "حزب الله" في لبنان، انطلاقاً من المواجهة الحاصلة مع إيران في أكثر من ساحة شرق أوسطية. وأكدت المصادر، أن معالجة هذا الواقع تتطلّب حنكة سياسية ومرونة أكثر من السابق، كون الكونغرس الأميركي يعرض من خلال الشهادات التي يستمع إليها وتتعلّق بواقع لبنان، الأسباب الموجبة لإقرار قانون عقوبات أكثر صرامة من القانون السابق ضد "حزب الله".