كان من المقرر ارجاء قضية قتل جورج الريف الى اعطاء الحكم، الجلسة انطلقت واستمعت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي هاني الحجار الى مرافعة جهة الادعاء التي طلبت انزال عقوبة الاعدام بالمتهم الموقوف طارق يتيم، وكذلك جهة الادعاء العام تمسكت بالمطلب نفسه. وما ان وصلت الدائرة الى جهة الدفاع عن يتيم للادلاء بمرافعته حتى ادلى بمرافعة عما سمّاه مداخلة لوزير العدل توطئة لاعلان انسحابها من الجلسة، وبازاء اصرار يتيم والظنينة التي كانت معه في السيارة لينا ح. على التمسك بمحاميهما، كان رد سريع من محامي ورثة الضحية متهما دفاع يتيم باللجوء الى المماطلة على خطى الدفاع عن الموقوف الشيخ احمد الاسير، وبعد اخذ ورد من الفريقين وتدخل المحكمة غير مرة في محاولة لختم المحاكمة في هذه القضية من دون فلاح، قررت تسطير كتاب الى نقابة المحامين في بيروت لابلاغها بالواقع وارجأت الجلسة الى الرابع من تموز المقبل.
الاجرام المتفلت
الجلسة في ملف يتيم والمخصصة للمرافعات لم تكتمل فصولها. فماذا حصل خلالها؟
بمرافعة محامي الادعاء الشخصي زياد بيطار استهلت الجلسة عارضاً تفاصيل الحادث من بدء مطاردة الضحية وصولا الى الشارع غير النافذ حيث حوصر الريف والى جانبه زوجته، فسحبه من السيارة من قبل المتهم الذي انهال عليه بالضرب ويهجم للاجهاز عليه حاملا في يده سكينا . وحظي الريف بالافلات من قبضة يتيم والعدو، فلحقه الاخير متعقبا وهو في كامل وعيه ليتمكن منه من جديد ويضربه بسكين غير آبه بمناجاة الضحية وتوسله بتركه لعائلته قائلا له: "دخيلك عندي ولاد"، واعتبر بيطار ان الجاني قتل عائلة بأكملها بقتله الريف، معرجا على الاجرام المتفلت الذي يطاول الآمنين يوميا في لبنان منذ فترة، ورأى ان الحل لهذه الحالة يكون بتطبيق الاعدام ليكون عبرة ووضع حد لمسلسل الاجرام، وقال: "باسم الضحية وباسم الشعب الذي يبكي دما كل يوم اطلب انزال عقوبة الاعدام لانها الوحيدة التي تعطينا حقنا والحل الوحيد لردع الزعران"، واعداً ابنة الضحية الصغرى بان العدالة لن تلجأ الى الاسباب المخففة في هذا الملف لانها غير متوافرة فيه، ملمّحا: "نعرف القوى التي تقف وراء المتهم، واقول للجميع ان المحكمة ستقف وقفة حق" . وخلص الى طلب انزال عقوبة الاعدام بالمتهم. واعتبر زميله المحامي بوبس حنا ان رفيقة المتهم متدخلة في الجرم . وطلب الزامهما تعويضات مليار ليرة.
ورافع ممثل النيابة العامة لدى المحكمة القاضي كمال ابو جوده . وطلب تطبيق مآل قرار الاتهام في حق المتهم والظنينة.
مكالمة الوزير
وعندما وصل دور الترافع الى المحامي انطوان طوبيا توقفت المرافعات ليسجل وكيل يتيم اعتراضه، معتبرا ان المداخلات والتهويل وسيلة قمعية، واوضح العبارات التي استعملها وقال: انا اسجل موقفا على ما حصل في الجلسة الماضية في هذا الملف تاريخ 16 ايار الماضي من وزير العدل علنا "، واضاف: "الجلسة مخصصة للمرافعة ولن اترافع قبل ان يتعهد وزير العدل علنا"، آخذاً على ما وصفه بـ"المداخلة والتدخل من خلال مكالمة هاتفية. كيف لي ان اطمئن؟ انا استنكر ولن اترافع بالقانون قبل ان يتعهد وزير العدل، وانسحب من الجلسة في ضوء مداخلته ولن اعود الا اذا تقدم بتعهد امام الجميع ونحن ننتظر تشكيلات قضائية هو يهول بها".
وتدخل رئيس المحكمة قائلا له: واذا لم يتعهد؟ فأجابه المحامي طوبيا: "فليستقل . أمضيت ثلاثين عاما في مهنة المحاماة ولم يمر مثل هذا الامر معي".
اتهام الدفاع
ورد محامي الادعاء الشخصي بيطار معتبرا ان موقف محامي الدفاع هو للمماطلة، فكرر المحامي طوبيا السبب اياه وراء اعلان انسحابه، فبادره القاضي الحجار: "انت تطلب المستحيل" . فأجابه محامي الدفاع: "ان المسألة تتعلق بحياة او موت"، معرجا من جديد على "المكالمة الهاتفية".
وقصة هذه المكالمة بحسب الرواية الاعلامية ان زوجة الضحية قصدت في الجلسة الماضية وزير العدل في الوزارة مع عدد من المحامين شاكية من امد المحاكمة، فاتصل وزير العدل برئيس المحكمة القاضي الحجار مستفسرا منه الامر.
وبالعودة الى الجلسة، استفسر رئيس المحكمة من محامي الادعاء بيطار موقفه حيال ما اعلنه زميله في جهة الدفاع ، فطلب صرف النظر عن طلبه ورده، وعدّه "عجزاً عن المرافعة لان لا قيمة لتدخل وزير العدل، فهو من موقعه يمكن ان يحكي مع من يشاء وهذا لا يعني تدخلا"، وتدخلت زوجة الضحية وقالت: "الوزير لم يتدخل ولا مرة. انا سعيت اليه". ورد المحامي طوبيا: "اردت التكلم من داخل المحكمة لانه مكان مقدس، انا لا احاكم وزير العدل ولكن استنكر ما حصل"، والتفت صوب جهة الخصم مشيرا الى تصريحات الجهة المدعية كل مرة الى الاعلام بعد انتهاء الجلسة. وتوجه الى رئيس المحكمة وقال: "اعتذر منك حضرة الرئيس واعلن انسحابي من الجلسة".
حالة محاكمة الاسير تتكرر
وبعد مغادرة المحاميين طوبيا وزميلته كارول ضو عن الظنينة القاعة، اعلن يتيم تمسكه بوكيله وكذلك بالظنينة، واصرًا على موقفهما وادليا بعدم رغبتهما في تعيين محام آخر. وعلًق المحامي بيطار: "تتكرر حالة المحاكمة وفق ما يحصل في ملف الاسير"، في اشارة الى استنكاف محامي الاخير عن حضور جلسات محاكمة موكلهم.
وبالانتهاء قررت المحكمة تسطير كتاب الى نقابة المحامين بالواقع لتعيين محام للدفاع عن يتيم ، بحسب مصادر في المحكمة.وعينت الجلسة المقبلة في الرابع من تموز المقبل.